شيع جموع من المصلين في محافظة تمير التابعة لمنطقة الرياض عصر أمس، الفقيد أبو بكر بن محمد مصطفى الأنصاري وأسرته المكونة من زوجته وابنتيه جمانة وبثينة، بعدما وافتهم المنية إثر حادثة مرورية أودت بحياتهم، أثناء عودتهم من المدينةالمنورة متجهين إلى الرياض أول من أمس. وارتطمت مركبة الأسرة في شاحنة نقل في محافظة ثادق قرب مشاش السهول، وقضوا نحبهم أجمعين جرّاء ذلك، ولم ينجوا سوى الابن الأصغر «يوسف»، الذي لم يتجاوز 14 عاماً، إذ استيقظ من هول الحادثة مضرجاً بدماء أسرته. واستفاق يوسف، وهو في غرفة العناية المركزة، وبحسب الأطباء شخصت حالته بإصابة طفيفة في الرأس، وكسور في اليد. وقضى أبو يوسف وأسرته أيامهم الأخيرة بجوار مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكأنهم يعلمون أنها آخر أيامهم، اتصل على بعض رفاقه قبيل رحيله بيوم، واطمأن عليهم، وتواعدوا على أن يلتقوا في القريب العاجل، لكن المنية حالت دون ذلك. وكانت آخر رسالة أرسلها الفقيد من هاتفه لجهات اتصاله عبر «واتسآب»، أشبه ما تكون بوصية مودع، إذ نصت على: «لا تنم قبل أن تقول: اللهم أجرني من موت الغفلة ولا تأخذني من الدنيا إلا وأنت راضٍ عني». كما شعرت ابنته «بثينة» بدنو الأجل حين سطرت أحرفاً خالدة عبر حسابها في «تويتر»، قبل يوم من وفاتها، تخنق كل من يقرأها، قائلة: «هم سبقونا ولا نعلم متى يحين اللحاق، ومتى تلتف الساق بالساق، ربنا ارحمنا إذا حان الموت، اللهم اغفر لنا ولموتانا». وعُرف أبو يوسف ببسمته ودماثة خلقه وحبه وحماسته لكل أعمال الخير، الخاصة والعامة، إذ يشرف على مجموعة من المشاريع الأسرية، وهو معروف لدى أفراد قبيلته كافة.