قال رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة اسماعيل هنية إن «اللحظة الفارقة التي نعيشها الآن في الواقع المحلي والإقليمي تتطلب سرعة تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام» الفلسطيني، فيما أعلن أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» أمين مقبول أن «حماس لم توافق على دعوة فتح الى إجراء انتخابات (عامة) للخروج من مأزق الانقسام». واعتبر هنية خلال لقائه في منزله غرب مدينة غزة الأسرى الذين اطلقوا من سجون الاحتلال الاسرائيلي الاسبوع الماضي مع انطلاق المفاوضات مع اسرائيل، أن «التحديات التي أمامنا قاسية وصعبة، والاحتلال ماضٍ في تنفيذ مخططاته العدوانية على شعبنا، ولا يمكن لفصيل وحده أن يكون قادراً على حسم الصراع مع الاحتلال». وأضاف أن «المنطقة تعصف من حولنا ورياح التواطؤ الإقليمي على قضيتنا تهب من جديد، وعلينا أن نمتلك زمام المبادرة من أجل استعادة الوحدة وبناء استراتيجية صمود فلسطينية قائمة على عناصر القوة التي يمتلكها شعبنا». ورأى أن وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) أصبحت «جامعة للشعب ولا تزال صالحة لاستعادة الوحدة الوطنية». وشدد على أن «قضية الأسرى مركزية لشعبنا ومقاومتنا وفي تاريخ صراعنا، ونريد أن نحرر المسرى والأسرى في ارتباط وثيق بين الأرض والإنسان ... نريد أن نحررهم بأي طريقة كانت طالما أن الهدف يتحقق من دون تقديم تنازلات تمس حقوق الشعب وثوابت الأمة». ونفى التدخل في شؤون الدول العربية، وقال: «لا يوجد دور للفصائل (الفلسطينية) في سيناء أو أي دولة عربية شقيقة، ونطلب من الأمة أن تكون بجانبنا من أجل تحرير أرضنا وأسرانا ومسرانا». وأضاف: «نتألم ونحزن للدماء المصرية، ولا يمكن لحكيم أو عاقل أو حر أو صاحب ضمير ألا يتأثر بما يجري في مصر، فهي كالرأس بالنسبة الى الجسد، وعندما تكون بعافية فالأمة كلها بخير، ونتطلع لأن تستعيد مصر قوتها ووحدتها، وأن تحقن دماء أبنائها فهي عمقنا الاستراتيجي». من جهته، كشف مقبول بعد لقاء عقد بين وفدين من «فتح» و «حماس» في مدينة غزة ليل الأحد - الاثنين تم خلاله بحث ملف المصالحة، أن «حماس لم توافق على دعوة فتح الى إجراء انتخابات للخروج من مأزق الانقسام في الساحة الفلسطينية». وقال مقبول في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية «وفا» إن وفد «فتح» الذي يزور غزة حالياً «طرح عليهم (حماس) فكرة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني كخطوة متقدمة أو بداية لتنفيذ بقية بنود اتفاق المصالحة باعتبار أن هذه القضية من حق الشعب الفلسطيني، واستحقاق ديموقراطي لا يحق لأحد أن يؤخره أو يؤجله، وباعتبار أن شرعية المؤسسات الرئاسية والتشريعية وغيرها تآكلت بعد هذه الفترة الطويلة ... ولم يوافقوا على موضوع الانتخابات وحده، وطالبوا بأن تكون كل القضايا مع بعضها بعضاً، وقلنا لهم إن كل القضايا تتأجل وتتأخر». لكن الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري وصف اللقاء بأنه «كان بروتوكولياً»، وقال إن «حماس» أكدت خلال اللقاء «ضرورة التزام تنفيذ اتفاق المصالحة حسب ما وُقع ومن دون أي انتقائية كمخرج من حال الانقسام الراهنة». وأضاف أن «موقف الحركة واضح ومتمثل في تنفيذ اتفاق المصالحة في بادئ الأمر، ثم الذهاب الى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وأن الظروف الراهنة غير مهيأة لإجراء الانتخابات». الى ذلك، اتهمت «فتح» الاجهزة الامنية في حكومة «حماس» ب «منع» عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية للحركة زكريا الآغا من مغادرة غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز) لحضور اجتماعات اللجنة التنفيذية، من دون إبداء أي أسباب. واعتبرت في بيان صحافي أمس هذه الخطوة «تصعيداً خطيراً وغير مسؤول في وقت تسعى فيه فتح الى رأب الصدع وإنجاز المصالحة الوطنية، والغريب أن (قرار) المنع جاء في وقت يوجد فيه وفد رسمي من فتح في قطاع غزة للتشاور مع حماس للخروج من مأزق الانقسام».