بعد أن ملأ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الدنيا وشغل الناس، حضر أول من أمس، ك «زي تنكري» ارتداه محتفلون بما يسمى «عيد القديسين» أو «هالووين»، على أمل إخافة المارة في الشوارع، كما جرت عليه العادة في الاحتفالات بهذه المناسبة التي تقام في عدد من دول العالم. ولم تكن هذه التقليعة هي الوحيدة المستوردة من الواقع العربي أو ماضيه، إذ كانت صورة «الرجل العربي الغني» حاضرة، وتمارس دورها في «التفاخر بالثراء الفاحش». فيما لم يفت عدد من المبتعثين السعوديين المشاركة في هذا الاحتفال، ولكن بطريقتهم، التي كانت لافتة للنظر. وشهدت شوارع بعض الدول التي تحتفل ب «هالووين» بروز ظاهرة جديدة وهي ارتداء لباس مقاتل يحاكي مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ويقوم بلف أحزمة ناسفة، ووضع قنابل يهدد برميها على المارة. فيما قام بعضهم بمحاكاة مشاهد سبي النساء من الشوارع، واستعراضهم أمام المارة في طوابير ممتدة. فيما واصلت شخصية «الرجل العربي الغني» حضورها بين المحتفلين، إذ يقوم بتوزيع المال والمفاخرة بما يملكه من «النفط» والسيارات الفارهة. فيما تداولت مجموعة من المغردين مقطعاً لشبان سعوديين، وهم يتجولون أول من أمس، في إحدى المدن الأجنبية، التي لم يتسن معرفتها، فيما أحدهم يرتدي «بشتاً» ويضع قناعاً يغطي وجه. ويعتمر «الشماغ» ويجول بين الحاضرين والحاضرات، ويرافقه عن يمينه وشماله، شابان يرتديان زياً أحمراً. وكان الشاب يردد بصوت عال: «ممنوع الاختلاط الله يجزاكم خير، ابتعدوا عن البوابة»، محاكياً رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذين ينتشرون في الأسواق السعودية. وانقسم متلقو المقطع بين «مرحبين» به، وتداوله بوصفه «مقطعاً ضاحكاً». فيما اعتبر فريق آخر أن ما يجري «استهزاء وتطاول على أهل الخير والصلاح». وذكر بعض المرحبين أن المقطع يعطي دلالة أن الشباب السعودي الموجود في الدول الغربية بقصد الدراسة «اندمج في ثقافة الشعوب التي يخالطها بشكل يومي»، مشيرين إلى أن ما يجري هو ضمن «فوائد الابتعاث التي خففت من احتقان الشباب السعودي، من التعاطي مع الآخر المختلف عنهم دينياً». فيما ذكر آخرون، أن تقليد رجال «الهيئة» يقدم دلالة على أنهم «أصبحوا مصدر رعب للسعوديين، لذلك هم أقرب صورة محلية في ذهنهم لتصديرها للغرب، لمحاكاة مثل هذه الاحتفالات، التي تقوم على التنكر من أجل إخافة المارة»، على حد قولهم. أما المعترضون؛ فشددوا على أن «الاحتفال بهذه الأعياد مخالف لتعاليم الشريعة، وأن السخرية من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يضاعف من الإثم». وفي هذا السياق، اعتبر الشيخ عبدالله العبدلي، ما قام به هؤلاء الشبان «أمراً منكراً ويترتب عليه إثم، يستحق منهم التوبة». وقال ل «الحياة»: «إنه تشبه بالكفار في عاداتهم واحتفالاتهم، وهذا ما لم ترسلهم من أجله الدولة. بل من أجل تعلم العلوم النافعة لهم ولأمتهم»، مضيفاً: «أما الاستهزاء الذي صدر منهم بحق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فذلك أمر عظيم ومحزن أن يصدر من شبان بلاد التوحيد، الذين يفترض بهم التمسك بدينهم، ونقل صورة حسنة عنه، إلى من يجهل تعاليمه». يذكر أن «عيد القديسين» المعروف ب «هالووين»، يقام في ليلة 31 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام. ويتم فيها إغلاق الدوائر الرسمية، وينتشر الناس في الشوارع، مرتدين ملابس غريبة وأقنعة مخيفة. وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل. فيما تتولى وسائل الإعلام المرئية عرض مجموعة من أفلام الرعب.