وصل فريق خبراء الأممالمتحدة في الأسلحة الكيماوية إلى دمشق أمس في بداية مهمته التي تستغرق أسبوعين، للتحقيق في احتمال استخدام هذا النوع من الأسلحة في النزاع السوري، في وقت احتدم القتال في ريف اللاذقية بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي أرسلت تعزيزات إلى المنطقة لمحاولة استعادة البلدات والقرى التي فقدت السيطرة عليها. ورفض فريق الأممالمتحدة المؤلف من 20 فرداً والذي يرأسه السويدي آكي سيلستروم الإدلاء بأي تصريحات للصحافيين لدى وصوله إلى فندق في وسط دمشق. واستعد الفريق لزيارة سورية منذ نيسان (أبريل) الماضي، إلا أن مهمته تأجلت لشهور بانتظار انتهاء المفاوضات حول معايير عمله والمناطق التي سيزورها. وكانت الحكومة السورية التي طالبت بالتحقيق تصر أساساً على أن تقتصر مهمة الخبراء على منطقة خان العسل قرب مدينة حلب، إلا أن الأممالمتحدة تمسكت بضرورة التحقق من شكاوى أخرى وصلتها، خصوصاً من فرنسا وبريطانيا، عن استخدام القوات النظامية أسلحة كيماوية ضد المعارضة. وجرى الاتفاق في النهاية على زيارة الفريق موقع خان العسل وموقعين آخرين لم يحددا. في هذا الوقت، دارت معارك عنيفة في ريف محافظة اللاذقية في غرب سورية، حيث قتل «أمير» ليبي من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بتنظيم «القاعدة». وقال الإعلام الرسمي السوري إن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، استعادوا عدداً من المناطق في هذه المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل للطائفة العلوية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «القوات النظامية أرسلت تعزيزات ضخمة إلى ريف اللاذقية، وتقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل عنيف». وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة تدور، لا سيما في منطقتي استربة والحمبوشية في محاولة من القوات النظامية استعادة السيطرة على المنطقة بكاملها». من جهته، نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري قوله إن «قواتنا الباسلة بالتعاون مع القوى الأمنية وقوات الدفاع الوطني تعيد الأمن والاستقرار إلى قرى الخراطة والخنزورية والبلوطة والحمبوشية وبارودا وجبل الشعبان وجبل الشيخ نبهان في ريف اللاذقية». إلا أن عبد الرحمن قال إن الجيش النظامي «سيطر على أطراف بعض القرى، والاشتباكات لا تزال مستمرة وعنيفة». وأشار إلى أن «العديد من المقاتلين (الجهاديين) الأجانب قتلوا في المعارك»، لافتاً إلى أن من بينهم «أمير ليبي في الدولة الإسلامية في العراق والشام». وكان مقاتلون معارضون شنوا منذ أكثر من عشرة أيام معركة «تحرير الساحل» انطلاقاً من معاقل لهم في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنوا من السيطرة على بعض القرى. وفي أنحاء مختلفة من سورية، قصف الطيران الحربي مناطق عدة، منها جبل الأربعين في محافظة إدلب (شمال غرب) ومدينتني داريا والزبداني قرب دمشق، ومدينة دير الزور في شرق البلاد. من جهته، كرر الرئيس السوري بشار الأسد أمس تصميمه على «اجتثاث الإرهاب»، بحسب ما نقلت عنه «وكالة الأنباء الرسمية» (سانا) لدى استقباله وفداً من أحزاب موريتانية. وقال الأسد إن «سورية رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لإيجاد حل سياسي للأزمة» لكنها «في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره»، معتبراً أن دمشق «قادرة على ذلك من خلال تلاحم قل نظيره بين جيشها الباسل وشعبها المفعم بإرادة الحياة والإيمان بالوطن».