فنان العرب محمد عبده في «فيديو كليب» أغنيته «وحدة بوحدة» التي بثت أول أيام عيد الفطر المبارك، أحرج محبي فنه، خصوصاً أنه كان يرفض تصوير أغانيه على طريقة الفيديو كليب. الكليب الجديد الذي أخرجه يعقوب المهنا بدا غير مناسب، لمكانة الفنان السعودي محمد عبده وسنّه وتاريخه الفني العريق، لا سيما أن الأغنية تضمنت مشاهد رقص، وظهر فيها الفنان مرتدياً زياً شبابياً لم يعتده الجمهور. ويبدو الكليب، من الوهلة الأولى، مناسباً لفنان مبتدئ لا لأحد عمالقة الطرب السعودي والعربي، وقد اعتبره عدد كبير من المغرّدين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عثْرة وقع فيها «فنان العرب». وقال رئيس قسم الفن في صحيفة «الرياض» رجا ساير المطيري ل «الحياة»: «الكليب لا يليق بشخصية عبده ولا بعمره ولا بمكانته». وأضاف: «تخيّل لو أن مغني الأوبرا الراحل بافاروتي يظهر في كليب للمغني سنوب دوغ مليونير. هذا لا يصح ولا يليق بالعمالقة، لأن لكل فنان أسلوبه الذي بناه لسنوات طويلة ونوعية معينة من الأعمال». واعتبر المطيري أن كليب «وحدة بوحدة» «شذوذ في مسيرة فنان العرب لا تطور طبيعي. إنه ببساطة انتكاسة». وأضاف: «هذا الكليب مناسب لفنان مثل سعد الصغير أو ميريام فارس، لأن هذا مزاجهما المعروف، والشيء من معدنه لا يستغرب. أما محمد عبده فلم يقدم خلال مشواره الطويل ما يوحي بأنه سيقبل في يوم من الأيام بكليب كهذا». واستغرب المطيري «جرأة المخرج الكويتي يعقوب المهنا على اقتراح تصوير الأغنية بهذا الشكل السيء». وحمّله «مسؤولية اهتزاز صورة عبده عند الجمهور العربي، أولاً لأنه اختار أسلوباً لا يتناسب مع سن فنان العرب ومكانته، وثانياً لأن صورة الكليب لا تتناسب إطلاقاً مع محتوى كلمات الأغنية، ولا أدري من أين جاء بفكرة التصوير في نادٍ للرقص وكلمات الأغنية ليس فيها سوى عتب حبيب لحبيبه». وتابع: «استيائي من الكليب ليس لاحتوائه مشاهد رقص، فهذا الأمر ليس مهماً وليس لدي اعتراض عليه لو كان ترجمة لكلمات الأغنية، لكن أن يتم إقحام الرقص بهذا الشكل الفج من دون مبرر، ولفنان لم يعهد عنه هذا النوع من الصور الصاخبة، فهذا -من ناحية فنية محضة- غير مقبول». وكتب الصحافي صلاح مخارش على حسابه في موقع «تويتر»، أن «فكرة تصوير الكليب وإخراجه لا تتناسب وعُمر المشوار الكبير لهذا الكبير... تمنيت لو أنه لم يعرض أو إنه اعتذر عنه». وأكد رئيس قسم الفن في جريدة «المدينة» فهد زيدان أن الفنان محمد عبده «فاجأ الجميع بهذا الكليب الذي لا يليق بمكانته». وأضاف: «محمد عبده ارتكب خطأ جسيماً لا يغتفر، وخدش بذلك تاريخه الفني الكبير وهو كان سينكر الكليب لو قام به أي فنان آخر. الآن حان الوقت لرحيل عبده من الساحة الفنية وحفظ ماء الوجه، فيبدو أن بقاءه في المشهد الفني سيزيد تاريخه سوءاً». ووصف مدير تحرير صحيفة «النادي» نعيم تميم الحكيم الأغنية الجديدة لفنان العرب بأنها «سقطة في تاريخه الفني الحافل بأغانٍ طربية عاطفية ووطنية كانت تشكل إضافة حقيقية للأغنية السعودية بجانب أغاني العملاق الراحل الفنان طلال مداح». ورأى الحكيم أن «فنان العرب لم يعد قادراً على إصدار أغنية تضاهي «الأماكن» التي طرحها قبل ثماني سنوات تقريباً، والتي كان لها صدى وقبول واسع في العالم العربي». وأشار إلى أن «أغنية «وحدة بوحدة» لم تكن رهاناً فاشلاً فحسب، بل كانت بمثابة سقوط في وحل الأغنية الشبابية السطحية التي لا تناسب سن محمد عبده ولا تاريخه الطويل المليء بالإبداعات التي نثرها طوال مسيرته». وأكد الحكيم أن «فنان العرب مطالب بالاعتزال الآن، تلبية لمطالب جماهيره، وهو ما كشفته لنا تعليقات محبيه في مواقع التواصل الاجتماعي حفاظاً على اسمه الذي يقترن ببريق وجمال وأصالة الأغنية السعودية خصوصاً، والخليجية والعربية عموماً».