تشارك المملكة في منتدى ثقافة السلام الذي يعقد بمقر الأممالمتحدة في نيويورك الشهر المقبل، بورقة عمل يقدمها نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، ويستعرض فيها جهود المملكة العربية السعودية في نشر ثقافة السلام. وتتناول الورقة المقدمة تحليلاً للجهود الكبيرة والمتواصلة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني، وحكومة المملكة في نشر ثقافة السلام وتعزيز التفاهم والتضامن بين حضارات العالم وشعوبه، وذلك من خلال محورين أساسين، الأول: ما تقوم به المملكة من دعم وتشجيع لثقافة الحوار وثقافة اللاعنف، وترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم، التي تعد دعائم أساسية في خدمة ثقافة السلام. وكذلك الجهود والمبادرات التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين إسلامياً، من خلال مؤتمر مكةالمكرمة، وعالمياً من خلال مؤتمر مدريد ثم الأممالمتحدة كأحد الشواهد والثوابت لهذا التوجه الذي نتج منه تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، في العاصمة النمساوية فيينا، وبشراكة دولية تضم المملكة والنمسا وإسبانيا من أجل تعزيز التعايش بين شعوب العالم ومكافحة العنف والتطرف ونشر ثقافة السلام. كما تبرز الورقة في محورها الثاني جهود السعودية في نشر ثقافة السلام من خلال احتضانها للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 1425ه، ونتج من هذا المؤتمر تأسيس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض، وتبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 10 ملايين دولار عند تأسيسه. وكذلك تتناول الورقة تحليلاً للكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين إلى المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك أخيراً، وتضمنت رسائل ومؤشرات في غاية الأهمية تعكس الواقع الأليم الذي تعيشه الأمتان الإسلامية والعربية، خصوصاً استشراء مظاهر التحزب الديني، وتجيير الدين لتحقيق مصالح سياسية، من طريق التزييف والتدليس والانحراف الفكري، وشعوره بالألم والأسى لواقع الأمة، وتفاعله الشخصي بالتبرع ب100 مليون دولار للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب. كما تتناول الورقة ترحيب الأوساط السياسية والثقافية عالمياً بما قدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مساهمات مالية لمحاربة الإرهاب ونشر ثقافة السلام. وتتطرق الورقة أيضاً إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة بأن السعودية تساند باستمرار الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة في جميع أنحاء العالم وفي العديد من المجالات المختلفة، وأن هذه المساهمة المالية تعزز في شكل كبير قدرة المنظمة الدولية من خلال مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، وما أشار إليه وزير الخارجية الأميركي من أن المملكة تجسد التزامها بدعم وتقوية التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. وتخلص الورقة إلى إبراز جهود المملكة في تنفيذ القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ما يخص وثيقتي الإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام.