وقعت سلسلة تفجيرات منسقة استهدفت مناطق شيعية في بغداد صباح أمس وأسفرت عن مقتل 33 شخصاً وإصابة أكثر من 75، على ما أفادت مصادر رسمية. وجاءت الهجمات غداة تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي مواصلة العمليات العسكرية وضرب «حواضن الإرهاب» من دون هوادة «لحماية الشعب من الإرهاب». وانفجرت ست سيارات مفخخة، وقنبلة مزروعة على حافة الطريق في مناطق تسكنها غالبية شيعية استهدف معظمها أسواقاً وتجمعات. وانفجرت إحدى السيارات قرب مكاتب شبكة «الأحد» التلفزيونية التابعة لمجموعة شيعية. وقال هيثم خلف، وهو سائق سيارة أجرة (38 عاماً) تحطمت سيارته إثر الانفجار الذي وقع في العلاوي: «كنت أركن سيارتي في مرأب عندما وقع الانفجار ففقدت الوعي واستفقت مرتبكاً، لأسمع انفجاراً كبيراً ولم أشعر بشيء آخر، كنت في حالة صدمة، كان انفجاراً مدوياً». وأضاف خلف الذي لم يصب بأذى، فيما كان يقف إلى جوار عدد من سيارات الجيش التي أغلقت الطرق القريبة من الانفجار: «أشكر الله فأنا على قيد الحياة، وأدعو الله أن يوقف هذا العنف». ووقعت كل التفجيرات في أوقات متزامنة بين الساعة الثامنة (5:00 تغ) والساعة التاسعة (6:00 تغ)، على ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية. واستيقظت العاصمة على دوي انفجار سيارتين مفخختين في منقطة العلاوي (وسط) أسفرتا عن مقتل أربعة وإصابة 12. وتبع ذلك انفجار سيارة أخرى في منطقة صناعية في باب المعظم (شمال) أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 13 آخرين. وبعد دقائق انفجرت سيارة في منطقة البلديات (شرق) في مراب للسيارات أسفرت عن 10 وإصابة عشرة آخرين. وتلى ذلك انفجار سيارة في محطة للحافلات في منطقة الكاظمية أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 24 آخرين. كما قتل سبعة أشخاص وأصيب 26 في هجومين بسيارتين مفخختين استهدفا أسواقاً شعبية في منطقة الشرطة الخامسة (جنوب) وأخرى في منطقة الحسينية شمال شرقي العاصمة. إلى ذلك، أعلنت السلطات العراقية مقتل تسعة مسلحين وإلقاء القبض على عشرين في عملية واسعة اشتركت فيها عمليات دجلة وشرطة صلاح الدين في منطقة الجلام، شرق الدور جنوب تكريت. وكانت وزارة أعلنت في بيان، حصلت»الحياة» على نسخة منه، «نفذ تنظيم القاعدة الإرهابي هجمات بالسيارات المفخخة في مراكز التجمعات السكانية في بعض أحياء بغداد فيما تواصل القوات المسلحة من الجيش والشرطة عملياتها في مناطق حزام بغداد لضرب أوكار الإرهاب وتدمير معامل تفخيخ السيارات وتصنيع العبوات الناسفة وتجنيد الانتحاريين ترد تنظيمات الإرهاب بهجمات على المدنيين ضمن سياق مساعيها لتسعير المناكفات السياسية وضرب شركاء العملية السياسية بعضهم ببعض عبر تبادل الاتهامات والتنصل من المسؤوليات واستخدام خطاب إعلامي هابط لا يقدر حجم المشروع الإرهابي الذي يتعرض له العراق، وامتداداته الدولية». وأشار البيان إلى أن «شوارع العراق أصبحت ساحة حرب يستأسد فيها أناس مسعورون متعصبون طائفياً تحركهم أحقاد وفتاوى دينية، يقتلون الناس بدماء باردة بلا مشاعر تمت إلى الإنسانية ويشربون دماء الأبرياء ويأكلون قلوبهم وأكبادهم ويحزون رقابهم بخناجر عمياء تنفيذاً لمخطط الفوضى الدموي الرامي إلى إسقاط الدول وتعميم حكم الإمارات الدينية التي يقودها صبيان الشوارع وفتيان الفتاوى التكفيرية بلا علم راسخ ولا روية من ضمير أو دين». وزاد إن «التحرك كالأشباح والتخفي وسط الجمهور ومن ثم تفجير السيارات ليس عملاً شجاعاً وبطولياً بل هو هدف سهل كما يعلمه خبراء الأمن وكذا المواطن البسيط». وحذر البيان من أن «سبيل السيطرة على هذه الأشباح ممكن بالتضييق على حركة الناس العادية في الشوارع والأسواق وهو ما يؤدي إلى شل الحركة الاجتماعية والاقتصادية وهذا ما يريده الإرهاب وحُماتهُ وداعموه بالضبط، وندعو أبناء شعبنا ومواطنينا إلى الانتباه إلى السيارات المركونة والمتوقفة وإلى التعاون مع الأجهزة الأمنية من الشرطة والنجدة وشرطة المرور، وإلى التحلي باليقظة». من جهة أخرى، شددت الولاياتالمتحدة على أهمية تطوير التعاون مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب وأبدت استعدادها لإرسال خبراء للتدريب. وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، عقب لقائه النائب الأميركي بوب كوركر امس أن الأخير شدد على أهمية» تنمية العلاقات الثنائية والتعاون مع العراق خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والأمن». ولفت إلى «ضرورة الاطلاع على الرؤية العراقية في مختلف الشؤون الجارية حالياً والدور الفاعل للعراق يصب لصالح المنطقة». ويشهد العراق منذ شهور موجة عنف متصاعدة راح ضحيتها الآلاف، في ظل أجواء سياسية متوترة مع اقتراب الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها الربيع المقبل. وأضاف البيان أن المالكي حض على «تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة المتفاقمة في سورية وضرورة استمرار التنسيق والتعاون بين الجانبين في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة حالياً». إلى ذلك، أفادت تقارير صحافية أن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أبدى خلال زيارته الأردن أخيراً استعداد واشنطن «لتقديم المساعدة الى العراق في محاربة تنظيم القاعدة من خلال ارسال خبراء في مكافحة الارهاب». ويرتبط البلدان باتفاق «الاطار الاستراتيجي» الذي أبرم نهاية عام 2008 في بغداد وينص على» دعم الوزارات، ومؤسسات ودوائر الدولة في جمهورية العراق، لتعزيز العلاقات في كل المجالات الثقافية والاقتصادية والديبلوماسية والأمنية».