صعد مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هجماتهم على ناشطين سلميين وكتائب منافسة في مناطق مختلفة من سورية، في إطار سعيهم إلى فرض نمط محافظ للحياة الاجتماعية، وذلك بعد سيطرتهم على مواقع «لواء أحفاد الرسول» في الرقة التي خرجت عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) الماضي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» أعدموا أمس فتيين من بلدة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، بعد أيام على خطفهما. وأفادت «الدولة الإسلامية» في بيان لها، أن الإعدام جاء «رداً على عدم الالتزام بعملية تبادل المخطوفين بين الجانبين». وتزامن ذلك مع مقتل إمام المسجد الكبير في مدينة منبج في ريف حلب الشيخ محمد سعيد الديبو أثناء توجهه إلى المسجد فجر أمس، حيث أقدم مجهولون على إطلاق الرصاص على صدره ورأسه، فتوفي على الفور. ويعتبر معارضون منبج نموذجاً لما يجب أن تكون عليه المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، إذ تغيب عنها المظاهر المسلحة في مقابل وجود مجلس محلي وقوات شرطة محلية. وكانت تعرضت لغارات جوية من قوات النظام. وقرب منبج، خطف مسلحون ملثمون أمس الإعلامي محمد العمر والناشطة سمر صالح. وأفاد موقع «زمان الوصل» أن سمر «من الناشطات اللواتي لا يحظين برضى الأهالي والكتائب (المسلحة المعارضة) في البلدة لسفورها وتبرجها ومشاكستها الدائمة»، مرجحاً أن تكون عملية الخطف تمت من قبل «الدولة الإسلامية» أو بمباركتها. وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» سيطروا على مقرات «لواء أحفاد الرسول» في الرقة بعد اشتباكات أعقبت تفجير سيارة مفخخة أوقعت قتلى بينهم زعيم «أحفاد الرسول». وامتدت الاشتباكات إلى مدينة الطبقة في محافظة الرقة، حيث سقط بضعة مقاتلين. وأصدرت قيادة «أحفاد الرسول» أمس تعميماً إلى كوادرها في شمال سورية وغربها طلبت منهم «إرسال لوائح اسمية بأسماء العناصر خلال مدة أقصاها 48 ساعة». ولوحظ حصول نزوح كبير من الرقة بعد سيطرة «الدولة الإسلامية»، علماً أن المدينة كانت الأولى التي تخضع لسيطرة المعارضة في آذار (مارس) الماضي. ورجح ناشطون أن تكون «الدولة الإسلامية» اعتقلت الناشط محمد مطر شقيق مدير مشروع «مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية» عامر مطر. واختفى محمد خلال تصويره التفجير الذي وقع في الرقة قبل هجوم مقاتلي «الدولة الإسلامية»، علماً أنها كانت «سجنته» لثلاثة أيام قبل شهر. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اتهم «الدولة الإسلامية» باعتقال الأب باولو دالوليو الذي زار مقرها في الرقة نهاية الشهر الماضي، علماً أن الأب باولو مؤيد للثورة السورية منذ اندلاعها بداية 2011. وكان مكتب إعلامي في مدينة سراقب في ريف إدلب تعرض لهجوم يُعتقد أن منفذيه من مقاتلي «الدولة الإسلامية»، حيث خُطف مصور بولندي وتعرض الناشط منهل باريش إلى الضرب. وعُثر أمس على جثث لثلاثة من عناصر «لواء التوحيد» كانوا خطفوا قبل أيام على معبر باب الهوى بين سورية وتركيا. إلى ذلك، أفاد موقع «زمان الوصل» أن «جبهة النصرة» حليفة «الدولة الإسلامية»، فتحت باب التسجيل للشباب دون سن ال 22 سنة من أجل تنفيذ عمليات انتحارية في كل من ريف حلب شمالاً وحماة وسط البلاد، لافتاً إلى أن 60 شاباً سجلوا أسماءهم في «قائمة العمليات الانتحارية التي لا يعرفون أين ستتم».