استمرت ردود الفعل الدولية والعربية على التطورات في مصر بعد فض قوات الأمن لاعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث استدعى عدد من الدول سفراء مصر لديها لإبلاغهم باحتجاجها، فيما أعربت دول عربية بينها البحرين والإمارات عن تفهمها للإجراءات المصرية ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة بشكل سريع. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية انها استدعت السفير المصري في لندن لتعرب له عن "قلقها الشديد" بعد اعمال العنف التي خلفت ما لا يقل عن 525 قتيلا، داعية السلطات الى التحرك "باكبر قدر من ضبط النفس". وقال متحدث باسم الخارجية "امس، استدعينا السفير المصري لنعرب عن قلقنا الشديد حيال تصاعد العنف والاضطرابات في مصر". من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الالمانية انها استدعت السفير المصري في برلين اثر المواجهات الدامية التي شهدتها مصر أمس. وقالت متحدثة باسم الوزارة "بناء على طلب وزير الخارجية غيدو فسترفيلي (الموجود في تونس)، تم ابلاغ السفير المصري موقف الحكومة الالمانية بكل وضوح". وفي فرنسا أفاد مصدر في قصر الإليزيه لصحيفة (لوموند) أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، استدعى، السفير المصري محمد مصطفى كمال، للمطالبة بإلغاء حالة الطوارئ في البلاد، وبالوقف الفوري "لأعمال القمع" و"إلغاء حالة الطوارئ في البلاد، وإعادة إطلاق العملية السياسية". وكانت فرنسا، شأنها شأن دول أخرى من المجتمع الدولي، أدانت أمس، على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، "أعمال العنف الدموية التي وقعت في مصر"، وطالبت ب"الوقف الفوري لأعمال القمع". ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب ردوغان فض قوات الأمن المصرية لاعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ب "المجزرة" بحق المدافعين عن الديموقراطية، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع "سريعاً" لبحث الوضع في مصر. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة قبيل توجهه إلى تركمانستان في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، إنه شاهد بالأمس "مجزرة ترتكب بحق المصريين الذين خرجوا للدفاع عن حقوقهم الديموقراطية"، وأوضح أنه "لن يسكت على الظلم، وسيواصل التصريح بالحقائق التي يؤمن بها". من جانبها أعربت الصين عن "قلقها الشديد" من التطورات المصرية ودعت الى "ضبط النفس". وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية ان "الصين تشعر بقلق شديد حيال الوضع في مصر"، موضحة بأن بكين "تأمل في ان تغلب جميع الاطراف مصلحة الوطن والشعب بإبداء أقصى قدر من ضبط النفس لتجنب سقوط ضحايا جدد". كما نصحت الصين ب"ايجاد تسوية للخلافات عبر الحوار والتشاور لاعادة النظام والاستقرار المجتمعي" في مصر. ونصحت روسيا مواطنيها بعدم التوجه الى مصر بسبب "الاضطرابات" التي تطاول المناطق السياحية في هذا البلد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان ان "المواجهات والاضطرابات التي بدأت في العاصمة تنتشر سريعا في مدن مصرية اخرى بما فيها تلك التي يزورها السياح". واضاف "في هذه الظروف، تنصح الوزارة المواطنين الروس بالامتناع عن السفر الى مصر". بدورها أعلنت الدنمارك تعليق مساعدتها لمصر غداة عملية الفض الدامية لاعتصامي انصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة. والمبالغ المعنية ليست كبيرة اذ أن كوبنهاغن تشارك بمبلغ 30 مليون كورونا (4 ملايين يورو) في مشروعين، واحد لمنظمة العمل الدولية والثاني للبنك الدولي. بدورها أصدرت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان في جامعة الدول العربية بيانا طالبت فيه السلطات المصرية بالوقف الفوري لأعمال العنف واطلاق سراح جميع المحتجزين والمعتقلين من المتظاهرين والسجناء السياسيين والسماح بدخول الأطقم الطبية والاسعافات لمعالجة وأسعاف المرضى. من جهة أخرى، أكدت الامارات والبحرين تفهمهما لتحرك السلطات المصرية من اجل فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، كما دعتا المصريين الى الانخراط في الحوار والمصالحة الوطنية. وأكدت الخارجية الاماراتية في بيان انها "تؤكد تفهمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بعدما مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال الفترة الماضية". بدورها اعتبرت البحرين في بيان رسمي ان "ما تقوم به السلطات المختصة في جمهورية مصر العربية من جهود لإعادة الأمن و الاستقرار والنظام إلى الحياة العامة هو حق من حقوق المواطن المصري على الدولة التي يجب أن تعمل ما في وسعها لرعاية مصالحه والمحافظة على كافة حقوقه و مصدر رزقه".