أكد أمير منطقة مكة مكرمة الأمير خالد الفيصل عدم وجود عوائد مادية كبيرة تجنيها السعودية من موسمي الحج أو العمرة، موضحاً أن تلك الأنباء غير صحيحة ومجانبة للصواب، وأن المشاريع التي تتبناها السعودية لراحة زوار بيت الله لا يقصد منها تحقيق هدف اقتصادي أو مادي سوى راحة ضيوف الرحمن. وقال الأمير خالد الفيصل في بيان صحافي أمس رداً على تقارير إعلامية تتهم المملكة بالتربح من مناسك الحج والعمرة، إن السعودية يسرها أن ترى ضيوف الرحمن يؤدون شعائرهم بيسر وسهولة من دون أن يكون لها في ذلك هدف اقتصادي أو مادي، كما أن المشاريع التي أنجزت والتي ستنجز مستقبلاً هدفها الرئيس يتمثل في خدمة ضيوف الرحمن، وأن السعودية ستعمل بطاقاتها وأجهزتها كافة لتوفير وسائل الراحة والطمأنينة للحجاج والمعتمرين والزوار والمصلين، ابتغاء لرضا الله وأداء الأمانة على أتم وجه. وأوضح أن ما تقدمه السعودية من خدمات لضيوف الرحمن وما تنفذه من مشاريع لهذا الغرض يأتي في مقدمة اهتماماتها التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، كما أن المقصد والغاية والجهود المبذولة والمشاريع المنجزة التي يجري العمل فيها تهدف إلى توفير خدمات رائدة لهم، لافتاً إلى أن ما تحظى به العاصمة المقدسة من مشاريع تنموية تعكس الدور الحقيقي للأمانة الملقاة على عاتقها وشرف الرسالة. وأفاد بأن المشاريع التي حملت الحكومة السعودية على عاتقها تنفيذها لم تنفذ لأغراض ربحية أو مادية بل جاءت من منطلق إيمانها بدورها التيسير على قاصدي بيت الله الحرام وتحقيق أقصى سبل الراحة لهم، مبيناً أنها وفرت جميع طاقاتها وإمكاناتها، ليحظى قاصدو البيت الحرام والمشاعر المقدسة بخدمات متقدمة تمكنهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة. وأشار إلى أن التوسعة التي يجري العمل فيها بالحرم المكي تعتبر أكبر توسعة عبر التاريخ، إذ تقدر مساحتها بنحو400 ألف متر مربع، وتهدف إلى استيعاب مليوني مصلٍ، كما تشمل ستة مكونات رئيسة تتمثل في الساحات الخارجية، الجسور، ممرات المشاة، مباني الخدمات بما فيها المراكز الصحية، الدفاع المدني، مشفى، محطة التكييف المركزية، والتوليد الاحتياطي. وقال إن توسعة المسعى التي ضوعفت مساحته إلى أربع مرات وزيدت طاقته الاستيعابية إلى 188 ألف ساع في الساعة، إضافة إلى توسعة المطاف التي سترفع العدد إلى 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة تهدفان إلى إعطاء المعتمرين شعوراً بالراحة والتسهيل عليهم، مبيناً أن توسعة الساحات الخارجية للحرم المكي تشتمل على دورات مياه، ممرات، أنفاق، ومرافق أخرى من شأنها تسهيل دخول وخروج المصلين وزوار بيت الله الحرام، إضافة إلى تطوير منطقة الخدمات التي تُعتبر إحدى أهم المرافق المساندة وتشمل محطات التكييف، محطات الكهرباء، محطات المياه، وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم لمنطقة الحرم. وأوضح الفيصل أن المشاريع التي تستهدف راحة ضيوف الرحمن أثناء أداء المناسك لم تقف عند حدود العاصمة المقدسة، إنما وصلت إلى محافظة جدة البوابة المؤدية إلى العاصمة المقدسة، مبيناً أن من بين تلك المشاريع مشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد الذي سيستوعب نحو 80 مليون مسافر سنوياً، إضافة إلى مشروع قطار الحرمين الذي سيشكل نقلة نوعية في وسائل النقل، وسيقدم خدمة مميزة لقاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي. وبين أنه باكتمال مشروع قطار الحرمين سيتم القضاء على الانتظار في مدينة الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، إذ سيربط القطار مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مروراً بجدة بطول 480 كيلو متراً، كما يُتوقع أن يصل حجم النقل السنوي إلى أكثر من ثلاثة ملايين راكب، مشيراً إلى أن وزارة الحج قدمت مبادرة لإنشاء مدينة استقبال وتوديع للحجاج داخل مكةالمكرمة، وتضم بعثات الحج كافة وجميع الخدمات التي يحتاجها ضيوف الرحمن، إضافة إلى ضم وحدات سكنية، مكاتب لشركات العمرة، متاحف، معارض، وأسواق تراثية وغيرها من الخدمات.