يلف الغموض رأس السلطة في بوركينا فاسو بعد إعلان اللفتنانت كولونيل اسحق زيدا الرجل الثاني في الحرس الرئاسي في بوركينا فاسو اليوم السبت أنه تولّى رئاسة البلاد في انقلاب واضح على قائد الجيش أونوري تراوري الذي قال في وقت سابق إنه سيقود مرحلة انتقالية. وقال زيدا في بيان بثته إذاعة "أوميغا": "أتولّى مهمات رئيس الدولة وأدعو إيكواس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) والمجتمع الدولي إلى إظهار تفهم الوضع ودعم السلطات الجديدة" من أجل "ضمان عودة سريعة للنظام الدستوري"، مؤكداً ان "الالتزامات التي اتخذتها دولة بوركينا سيتم احترامها". وأعلن زيدا الذي يقود مجموعة من الضباط الشباب أنه "ستُشكل هيئة انتقالية بالاتفاق مع كل القوى الحية في الامة تمهيداً لتنظيم فترة انتقالية للعودة الى الحياة الدستورية الطبيعية". وأضاف "ان تشكيل هذه الهيئة الانتقالية التوافقية ومدة عملها التي نرغب بأن تكون قصيرة، سيتحددان في اسرع وقت ممكن". وأعلن تعليق الدستور وإقفال الحدود الجوية والبرية. كذلك، أكد زيدا ان الرئيس السابق بليز كومباوري "موجود في مكان آمن" مع تأمين سلامته "الجسدية والنفسية". وحرص على التأكيد ان "طموحات التغيير الديموقراطي" لدى شباب بوركينا الذين ادت انتفاضتهم الى استقالة الرئيس السابق لن تتعرض ل "الخيانة". وجاء ذلك بعد إعلان قائد الجيش تراوري في مؤتمر صحافي أنه سيتولى الرئاسة بعد وقت قصير من استقالة كومباوري أمس الجمعة، لكنه لم يظهر علناً منذ ذلك الحين. ورفض عشرات الآلاف من المحتجين الذين احتشدوا في شوارع العاصمة واغادوغو أمس الجمعة اعلان تراوري وقالوا إنه كان مقرباً جداً من كومباوري. وفي استغلال لخيبة أمل المتظاهرين، قامت مجموعة من صغار الضباط بقيادة زيدا الذي يقود كتيبة من حرس الرئاسة بالتحرك سريعاً لتحدّي سلطة تراوري في وقت متأخر أمس الجمعة وأعلنوا حظر التجول وإغلاق الحدود قبل أن يصدر زيدا بيانه لتولّي الرئاسة. وبرزت انقسامات حادة الجمعة داخل الجيش الذي يعتبره المجتمع المدني والمعارضة ضامناً للانتقال السياسي والمؤسسات في بوركينا فاسو بعد استقالة الرئيس الذي حكم البلاد طوال 27 عاماً. ويحظى الكولونيل زيدا بتأييد قسم من المجتمع المدني، في حين يتعرض الجنرال تراوري لانتقاد شعبي كونه قريباً جداً من كومباوري. وأمل زعيم المعارضة زيفيرين ديابري الجمعة ان يتمكن الجناحان العسكريان من "التفاهم". وقال ل "فرانس برس": "عليهم أن ينظّموا انفسهم. آمل في أن يتفاهموا". ثورة أم انقلاب؟ وإثر ذلك بدأت تسري تساؤلات حول من يحكم بوركينا فاسو، كما برز سؤال آخر يتعلق بمعرفة هل إن ما تم "ثورة" شعبية أم "انقلاب" عسكري؟ وبأي حال، فإن استقالة كومباوري تغرق هذا البلد الصغير في الساحل بمرحلة غير واضحة. وما حدث في بوركينا فاسو يمثل تحذيراً لأي رئيس افريقي قد يحاول، كما فعل كومباوري، تعديل دستور البلاد ليستمر في السلطة. واشتعلت بوركينا فاسو الخميس بعد إعلان مشروع تعديل دستوري كان سيتيح لكومباوري الذي انتخب لولايتين استمرت كل منهما سبع سنوات ولولايتين أخريين استمرت كل منهما خمس سنوات، الترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2015. ونزل مئات الآلاف إلى الشارع ليعلنوا رفض "الرئيس مدى الحياة"، فاضطر الجيش الى التدخل على أثر احراق الجمعية الوطنية وتعرض التلفزيون الرسمي لهجوم واندلاع اعمال عنف في الاقاليم، اضافة الى دعوات الى استقالة الرئيس التي تمت الجمعة. وبدأ المعارضون في الأيام الاخيرة يحلمون بتغيير النظام الذي اعتبر طويلاً أحد أكثر الأنظمة استقراراً في منطقة الساحل التي تشهد اضطرابات يقف وراءها مسلحون على صلة بتنظيم "القاعدة". وقال معارض بوركيني الاربعاء انه "الربيع الاسود في بوركينا فاسو على غرار الربيع العربي" في 2011.