قال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان الولاياتالمتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة، لكن عليها ان تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الموقت بينها وبين الاسلاميين المتشددين الى تحالفات فعلية. وجاءت تصريحات ديمبسي التي أدلى بها الاثنين في بداية زيارة الى اسرائيل والاردن ستتركز المحادثات فيها على الصراع السوري والاضطرابات الجارية في المنطقة ككل. وتدعو المعارضة السورية الولاياتالمتحدة الى الوفاء بوعودها بتقديم السلاح، لكن ادارة الرئيس باراك أوباما تباطأت في التحرك بسبب مخاوف من وصول اسلحة اميركية الى أيدي مقاتلين لهم صلة بتنظيم «القاعدة». ولم يتطرق ديمبسي خلال تصريحاته لمجموعة صغيرة من الصحافيين في تل أبيب الى تفاصيل قضية السلاح، لكنه قال ان مقداراً من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين «ليس مفاجئاً» نظراً الى هدفهم المشترك في اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. وأضاف ان «التحدي الحقيقي بالنسبة الى مجتمع الاستخبارات، هو بصراحة فهم متى يتعاونون في ما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه، ومتى يمكن ان يتحالفوا معاً. وفي هذه المرحلة أعتقد اننا لسنا متأكدين تماماً أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل». واعتبر ديمبسي ان أهم نقطة للتعاون بين الولاياتالمتحدة واسرائيل والاردن في الشأن السوري هي مخاطر الاسلحة الكيماوية لدى قوات الاسد مع تواصل الحرب الاهلية. وكرر تأكيد الولاياتالمتحدة ان قوات الاسد تحرك في أحيان اسلحتها الكيماوية. وحين سئل ديمبسي عن اي تحريك للأسلحة في الآونة الاخيرة، قال: «هذا شيء يتكرر، وأعتقد ان هذا يعكس حقيقة ان النظام قلق من ان ترك الاسلحة في مكان دائم يجعلها عرضة للخطر». وبالنسبة الى الاردن، قال ديمبسي انه سيبحث سبل تعزيز امنه، حيث ينتشر الآن نحو ألف جندي أميركي بما في ذلك قوات لتشغيل مقاتلات «اف-16» وبطاريات صواريخ «باتريوت» لصد اي هجوم من سورية. كما تحدث عن امكان التعاون معاً في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وهو ما يمكن ان يحدث بطائرات من دون طيار او بطائرات مأهولة. وقال ديمبسي ان من المهم إلقاء نظرة متعمقة على الصراع السوري وعواقبه في المنطقة، وأضاف: «هذا صراع إقليمي يمتد من بيروت الى دمشق وبغداد ويطلق عداء تاريخياً عرقياً ودينياً وقبلياً. سيتطلب الامر الكثير من العمل ووقتاً طويلاً لحسمه».