ابتكر مركز للتصميم المعماري في الضفة الغربية تقنية جدية لبناء مساكن قليلة التكلفة، باستخدام مواد من البيئة الطبيعية. واستخدم مرسم "شمس أرض" للتصميم المعماري البيئي، أجولة من الخيش مليئة بالطين المأخوذ من البيئة المحلية، في بناء مساكن بطريقة معمارية تشبه بعض المنازل الأثرية القديمة. ويتلخص الأسلوب الجديد في تعبئة أجولة فارغة بالطين والرمل والحصى بنسب محددة، ثم توضع الأجولة فوق بعضها لتكوين طبقات دائرية يصغر قطرها تدريجياً كلما ارتفع البناء، لتكوّن قبة في أعلى المبنى. وقال المهندس في مركز "شمس أرض" رامي كسبري إنه وزملاءه "راعوا في تصميم المسكن استخدام مواد صديقة للبيئة، ويسهل الحصول عليها محلياً". وأضاف أن "علاقتها بالبيئة أولاً في كيفية إنشاء المباني بمواد طبيعية مش صناعية، ثانياً كيفية تكييف المبنى لاستهلاك طاقة أقل، بمعنى أن التهوئة تكون في المبنى أكثر، والإضاءة تكون أكثر خلال النهار. الشمس في هاي المنطقة لازم تكون موجهة بطريقة أنه ما تدخل أثناء الصيف وتدخل أثناء الشتاء". وتبلغ كلفة بناء المسكن الواحد بهذه الطريقة 35 ألف دولار، أي نحو نصف كلفة بناء منزل بالحجم نفسه، باستخدام مواد البناء التقليدية مثل الأسمنت والحديد. وقال رجل من أهالي أريحا، يملك مسكناً بني باستخدام الأجولة المليئة بالطين، إن "السبب في ذلك، أنه لما قررت أن أبني بيتا في أريحا، حاولت قدر الإمكان أن اعود مرة ثانية الى طريقة البناء التي كان أهالي أريحا يعتمدونها قبل مئات وآلاف السنين، وهو بناء مناسب من حيث الجو والطقس، وصديق للبيئة". ويؤكد مركز "شمس أرض" أن "استخدام الطين في البناء يساهم أيضاً في إحياء الإرث المعماري لمنطقة أريحا والأغوار في الضفة الغربية".