عند مدخل سيرك في موسكو، تُجلس أم ابنتها الصغيرة التي تدعى ماشا قرب قرد مربوط برسن... وهذا مشهد عادي هناك، فغالباً ما يقترب الروس من الحيوانات البرية بلا خوف ولا رادع، مع أن ذلك يؤدي أحياناً إلى مآس. وما أن يحل الصيف حتى تتوجه العائلات الروسية برفقة أولادها إلى حدائق الحيوانات وخيم السيرك على أمل التقاط صور للذكرى مع حيوانات تعرض أحياناً في الأماكن الأكثر زحمة في المدن الكبرى. ولا يخشى بيوتر لوزنيتسا، وهو أب لولدين، الحيوانات على الإطلاق. ويسمح لابنه البكر بالوقوف قرب قرد صغير عند مدخل سيرك «تسيفتنوي بولفار» في وسط موسكو. ويقول «أنا أثق بالمروّضين». وعلى رغم خضوع ابنه البكر لسلسلة من اللقاحات ضد داء الكلب بعدما عضّه قرد في ساقه، يعتقد والده أن وقوفه قرب حيوان برّي لالتقاط صورة هو «أمر طبيعي للغاية... فالجميع يفعلون ذلك». لكن بيوتر لديه شرط واحد، وهو ألا يكون ولداه أبداً قرب دببة، لأن هذه الحيوانات خطرة جداً ولا يمكن أن يكون المرء معها بأمان. وعاشت إيفغينيا (44 سنة) تجربة مريرة مع ابنتها داشا (6 سنوات) التي وضعت أغوانة على كتفها الشهر الماضي، بعدما طمأنها المروض. وتقول الأم: «لا يزال أثر الخدش واضحاً على كتف ابنتي. اليوم أسمح لها بالتقاط الصور مع كل الحيوانات باستثناء الأغوانة». وتماماً مثل داشا، تقع عشرات الأطفال ضحية حوادث مع حيوانات برية سنوياً في روسيا، على حد قول المسؤول الروسي عن حقوق الأطفال، بافيل استاخوف الذي يدعو إلى وقف هذا النشاط المربح. لكن نداءه لا يلقى آذاناً صاغية على رغم دعم جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوانات. وبعد الأحصنة التقليدية من الحقبة السوفياتية التي لا تزال تجوب موسكو من دون تدابير أمنية تذكر، يلتقط الروس من مختلف الفئات العمرية الصور من دون تردد مع دببة وأسود وقردة ونمور تعرض في حدائق للحيوانات أو مجمعات ترفيهية.