نشرت صحيفة «الوطن» السعودية في 5-8-2013 فحوى تقرير داخلي للشركة المشغلة لنظام «ساهر» المروري. وأبرز ما ورد في تقرير الشركة الداخلي الملاحظات الآتية: إن الكاميرات المتنقلة ل «ساهر» أكثر ربحية من الثابتة، إضافة إلى أن الأخيرة أكثر كلفة، لذلك يؤيد التقرير التوسع في المتنقلة. إن الشركة مستاءة من استخدام السائقين لإشارات التنبيه (الفليشر) عند ملاحظة كاميرات «ساهر». وكأن الشركة ترى هذا التصرف من قطع الأرزاق! النقطة الثالثة الأكثر إثارة توصية التقرير بالتزام إدارة المرور بإلغاء العدادات الرقمية عند الإشارات المرورية، وربط هذا الالتزام باستمرار التوسع في إنشاء مزيد من كاميرات «ساهر». التقرير داخلي كما ذكرت الصحيفة، ومن أعده لا شك مخلص لتعظيم أرباح الشركة المشغلة ولا يعنيه من قريب أو بعيد الهدف الأساس الذي وضعت من أجله الكاميرات. المشروع أساساً وجوهراً هو للحد من المخالفات المرورية التي تؤدي إلى حوادث تبدأ من الوفيات والإصابات وتنتهي بالخسائر المادية، ويفترض أن يصل إلى إسهام معتبر في تشكيل الوعي المروري، فهو لم ينشأ كمشروع ربحي تجاري. ولا أشك لحظة بأن الاقتراح أو التوصية التي ظهرت في التقرير حول التزام المرور بإلغاء العدادات الرقمية يمثل تجاوزاً من الشركة بل واعتداءً على السلامة المرورية، والخضوع له أو المجاملة فيه سيجهض الأهداف الإيجابية العامة لنظام ساهر، لن يبقى إيجابياً سوى الخاص، أي مزيد من أرباح الشركة المشغلة على حساب مصالح وحياة الناس. وقد لاحظت في بعض الإشارات المرورية أن العداد معطل، تم إيقافه على نقاط مضيئة من دون حركة الأرقام. فهل الشركة وراء التعطيل؟ إن الإيجابيات من وجود عداد رقمي كثيرة ومتنوعة، وإدارة المرور في الحرص عليها وتعميمها على المحك. أما منطق الشركة، وفق التقرير، فهو يبحث عن المزيد وقد يصل مستقبلاً للمطالبة بعقاب السائقين الذين لم يخالفوا نظام المرور لكونهم من العملاء غير النشطين. www.asuwayed.com asuwayed@