بسم الله الرحمن الرحيم «الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم»، هذه الآية ذات شأن عظيم إذ تضمنت التوحيد وتعن عن الذات العلية ما لا يليق بها، وأثبتت لها صفات الكمال ونعوت الجلال، وبيّنت عظمة الملك ودلائل القدرة وبراهين الوحدانية. وعن أبي كعب رضي الله عنه أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، فضرب في صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر»، وقال «والذي نفسي بيده إن لها لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش»، واشتملت آية الكرسي على اسم «الله». والله اسم مختص بالمعبود بالحق لم يطلق على غيره سبحانه وتعالى، وهو علم على الذات والواجب الوجود المستحق لجميع المحامد وهو أعظم سمائه تعالى لدلالته على الذات العلية الجامعة لكل صفات الألوهية المنعوتة بنعوت الربوبية المنفردة بالوحدة في الذات والصفات والأفعال، كلمة الاخلاص تدل على نفي الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى فيها أصدق الكلام، الحي القيوم أي المنصف بالحياة الأبدية التي لا بداية لها ولا نهاية، وهو سبحانه (العظيم) القدرة التي لا تصل العقول إلى كنه ذاته، ولا تدركه الأبصار، فاتقوا الله عباد الله وأخلصوا التوحيد وأجعلوا عبادتكم خالصة لله وتوبوا إليه يتب عليكم واستغفروه يغفر لكم. عن ابن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عز وجل في الحديث القدسي (إني أنا الله لا إله إلا أنا من أقر لي بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي). وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رب العزة في الحديث القدسي: (من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم تشرك بي شيئاً)، وأقول قولي هذا واستغفر الله وأتوب اليه وهو التواب الرحيم.