دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن التشكيلة الحكومية التي طرحها على مجلس الشورى (البرلمان)، معتبراً أنها «مجموعة متناغمة». وأسِف لوجود «جماعات ضغط في أميركا تقرع طبول حرب»، معلناً رفض بلاده وقف تخصيب اليورانيوم، لكنه أبدى «إرادة سياسية جدية لتسوية» ملفها النووي، عبر «محادثات جدية من دون إضاعة وقت». في موازاة ذلك، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على «ضرورة دعم النهج البنّاء للقيادة الإيرانية»، مضيفاً: «نتفق تماماً مع ما قاله (روحاني). إن تسوية هذه المشكلة (النووية)، يجب ألا تتم عبر إنذارات، بل على قاعدة احترام الشراكة، وهذه القاعدة قائمة في إطار المفاوضات» بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي. وفي مؤتمره الصحافي الأول بعد أدائه القسم الدستوري رئيساً، شدد روحاني على أنه اختار وزراءه «على أساس الكفاءة الأخلاقية والثورية والخبرة والتخصّص، للعمل مجموعة متناغمة في شكل منظم وموحد». وأضاف: «لا أتخذ أي قرار تحت ضغط، ولا أساس لإشاعات تحدثت عن ضغوط عليّ... ولمجلس الشورى الصلاحيات القانونية لمنح الحكومة الثقة». وأشار روحاني إلى انه سيقدّم للشعب خلال الأيام المئة الأولى من عهده، «صورة واضحة عن المسائل الاقتصادية والبرامج المطلوبة»، لافتاً إلى أنه سيتحدث مع الشعب في شكل مستمر حول «أدائه ونجاحاته وإخفاقاته، ولو تطلب الأمر تقديم اعتذار». وكرّر أن «الاقتصاد يشكّل أولوية للحكومة، بسبب المشكلات التي يعانيها الشعب»، معتبراً أن «التصدي للفساد ممكن من خلال الشفافية والنأي عن الشعارات وكسر الاحتكار». وكرر أن «تنمية العلاقات مع دول الجوار وبلدان المنطقة، من أولويات الحكومة»، إضافة إلى «السعي إلى الاستقرار وإزالة بؤر التوتر مع دول الجوار والعالم». وزاد: «بدأ التعامل البنّاء بين ايران ودول المنطقة والعالم، وعلاقاتنا مع المجتمع الدولي ستستند إلى الحكمة والمنطق». وتطرّق إلى دعوة إدارة الرئيس باراك أوباما في الولاياتالمتحدة إلى حوار مع ايران، فيما يشدد مجلس النواب عقوباته عليها، قائلاً: «البيان الأخير للبيت الأبيض يثبت أن بعض المسؤولين الأميركيين لم يدركوا أبعاد الملحمة السياسية التي سطّرها الشعب الإيراني (في الانتخابات)، وهي ردّ على العقوبات الأميركية». وأسِف لوجود «جماعات ضغط في أميركا تقرع طبول حرب وتعارض الحوار البنّاء وتفرض إرادتها على قادتها وتسعى إلى ضمان مصالح دولة أجنبية (إسرائيل) وتتلقى أوامر منها، وهذا لا يخدم المصالح الأميركية». وقال: «لم أعرب عن رغبتي في حوار مع أميركا، بل استعدادي لحوار مع أي بلد لتحقيق مصالح إيران، وندعو الولاياتالمتحدة إلى الإصغاء إلى نداء الشعب الإيراني... نوصي الإدارة الأميركية بأن تبتعد عن التناقض في التعامل مع ايران... ما يهمنا هو السياسة العملية للولايات المتحدة واستراتيجيتها. إذا أبدت حسن نية، من دون جدول أعمال سري، وتحرّكت في هذا الطريق، سيكون الطريق مفتوحاً» أمام حوار. ولم روحاني يؤكد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل، لكنه لم يرفض فكرة لقائه أوباما على هامش الاجتماع، قائلاً: «ليس مهماً مَن ألتقي، المهم إزالة العقبات والمشكلات أمام ايران، وبعد ذلك نقرر مَن نلتقي». وتطرّق إلى الملف النووي، لافتاً إلى أن ايران «تحتاج إلى محطات ذرية جديدة». وأضاف: «برنامجنا النووي السلمي مسألة وطنية، وحق مشروع لإيران لن نتراجع عنه، مع مراعاة القوانين الدولية. لن نتنازل عن حقوق أمتنا، لكننا نؤيد الحوار والتفاهم. إن أحداً لن يستطيع فرض رأيه على الشعب الإيراني». وشدد على أن «أحداً في ايران لم يقلْ إننا سنوقف تخصيب اليورانيوم، إذ أنه حق ثابت لنا»، مستدركاً: «يمكن إبرام تسوية للملف النووي، عبر حوار لا تهديد، ونحن مستعدون لمحادثات جدية من دون إضاعة وقت». وزاد: «لدى ايران إرادة سياسية جدية لتسوية الملف وتبديد الشكوك. وعلى الغرب أن يتمتع بنيات سياسية صادقة. وأثق بأن مخاوف الطرف الآخر ستزول سريعاً، إذا كان مستعداً». وتابع: «المحادثات بين ايران والدول الست لم تفشل، بل لم تحصل على النتائج المتوخاة».