طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - لم يستبعد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، إجراء حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة، لكنه كرر أن أي قرار في هذا الصدد، يتخذه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. أتى ذلك بعد تصريح لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أشارت فيه إلى إمكان إجراء الجانبين «مفاوضات جدية»، قد تساهم في تسوية أزمة الملف النووي الإيراني. وقال صالحي: «لا مانع من إجراء مفاوضات مع واشنطن في شأن مواضيع محددة. خضنا مفاوضات مشابهة، ولا عائق أمام تكرارها». وذكّر بأن «إيران أجرت سابقاً محادثات مع أميركا، خصوصاً في شأن ملفي أفغانستان والعراق، وحول الملف النووي الإيراني، في إطار المحادثات مع الدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) المعنية بهذا الملف. واستدرك أن «إجراء مفاوضات سياسية شاملة، من صلاحيات المرشد الذي يقرّر هل يجب ذلك أم لا». وشدد صالحي على أن إيران «تعطي أولوية في سياستها الخارجية، لتنظيم علاقاتها مع دول الجوار، نظراً إلى وجود مصالح مشتركة ضخمة». وتحدث عن «15 دولة مهمة واستراتيجية مجاورة». كلام صالحي جاء بعد يوم على إعلان علي سعيدي، ممثل خامنئي لدى «الحرس الثوري»، أن حواراً مباشراً مع الولاياتالمتحدة لن يؤدي إلى أي نتيجة. وقال رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني: «إذا كان الأميركيون صادقين في طلب الحوار، يمكنهم متابعة ذلك عبر المحادثات مع الدول الست». أما سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي فرأى «ضعفاً في استخدام الولاياتالمتحدة استراتيجية الضغوط في تعاملها مع إيران، ولغة القوة بدل المنطق». وعَكَسَ موقف كلينتون وفتحها الباب أمام إطلاق محادثات «جدية» مع إيران، نحو «صفقة ديبلوماسية» تتعلق بالملف النووي، أهمية هذا الملف في الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما، وعلى المستويين الإقليمي والدولي. وقالت كلينتون التي ذكرت إيران 40 مرة، في خطاب ألقته أمام مركز «سابان» التابع لمعهد «بروكينغز»، ان نجاح «خطوات بناء الثقة» مع طهران، يفارض خفض نسبة تخصيب اليورانيوم ونشاط المنشآت النووية، مشيرة إلى أن خطوات مشابهة «ستُقابل بالمثل» من المجتمع الدولي. لكنها نبهت إلى أن الوقت يضيق، ما يعكس محورية المرحلة المقبلة، في إبرام «صفقة ديبلوماسية»، أو التفكير بخيارات أخرى. وأبلغت أوساط في واشنطن «الحياة» أن الولاياتالمتحدةوإيران فضّلتا انتظار انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية، لدخول حوار، بسبب المرونة السياسية التي ستُتاح للجانبين. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن وكالات الاستخبارات الأميركية زادت مراقبتها لمفاعل «بوشهر» النووي في إيران، بسبب هواجس حول سلامة مادة البلوتونيوم الموجودة فيه. ونقلت عن مسؤولين أميركيين إن هذه الرقابة المتزايدة نفذتها طائرات من دون طيار تنشط في الخليج، وأتاحت اعتراض صور واتصالات مصدرها منشآت المفاعل. وأضافت أن «المسؤولين الأميركيين زادوا الرقابة، بعدما أقلقتهم النشاطات في بوشهر، خصوصاً نقل قضبان وقود نووي إلى خارجه، في تشرين الأول (أكتوبر)، بعد شهرين على بدء النشاط الكامل للمفاعل». ولفتت الصحيفة إلى أن «خبراء نوويين يؤكدون انهم يشعرون بمزيد من القلق على سلامة المفاعل، أكثر من قلقهم من إمكان أن تستخدم طهران تلك القضبان لتطوير أسلحة نووية». وكان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني برّر سحب الوقود من «بوشهر»، بوجود براغٍ ومواد لحام تُركت داخله، أثناء بنائه، ما أدى إلى خلل خلال تشغيله.