تتنافس المساجد والجوامع في السعودية على تفطير الصائمين، ويعلن أئمة جوامع ومساجد عن برامجهم لوجبات الإفطار التي تحوي خمس تمرات وكوب ماء وفنجان قهوة وفي بعض المساجد حبتَي سمبوسة. وخصص عدد من المساجد موازنة لوجبات الإفطار طوال شهر رمضان من خلال التعاقد مع مطاعم خمس نجوم لتوفير كميات أكل للصائمين من رواد المسجد، وفي بعض الأحيان يتكفل سكان الحي بتفطير الصائمين في جامع حيهم. ويصف عبدالله الموسى، إمام وخطيب جامع والدة الأمير ماجد بن عبدالعزيز، أصناف الطعام التي تقدَّم للصائمين في رواق الجامع بأنها وجبه شاملة من التمر واللبن والماء، ثم يعود الصائم بعد صلاة المغرب ليجد الرز والدجاج والسمبوسة والحساء على شكل وجبات لكل شخص على حدة. ويلفت إلى أن تفطير الصائمين يدعمه الوقف المخصص للجامع فلا يقبل أية صدقات أو دعم من أي جهة. ويضيف أن الأصناف التي يتم تفطير الصائمين بها خاضعة لرقابة البلديات، و «يتميز الأكل في الجامع بالعناية والنظافة عند إيصال الوجبات بالسيارات المخصصة التي تحفظ الطعام على درجة من السخونة، فيما توزع بقية الطعام النظيف على المحتاجين الذين لا يصلون إلى المسجد». ولا يختلف المشهد كثيراً في جامع سليمان الراجحي بحي الجزيرة في الرياض، إذ يؤكد رئيس الشؤون الإعلامية ونائب رئيس لجنة شؤون التفطير والاعتكاف في الجامع نبيل الشريف أن الجامع يقدم 2300 وجبة وهي وجبات إفطار فقط، «والموازنة تُعتمد من أوقاف سليمان الراجحي التي تدعم مرافق الجامع كلها وتزيد في رمضان». وعن تفطير النساء في المصلى المخصص لهن في الجامع، يقول: «نسبة تفطيرهن 100 في المئة، وأي امرأة تقصد الجامع للصلاة والفطر تجد العناية من المشرفات داخل مصلى النساء ورجال الأمن أمام البوابة». ويوضح وكيل الوزارة لشؤون المساجد توفيق السديري ل «الحياة» أنه لا يمكن حصر المستفيدين من موائد إفطار الصائمين في المساجد ومعرفة جنسياتهم، إذ إن دور الوزارة في مشروع إفطار الصائم الذي يقام سنوياً في معظم مساجد المملكة يتمثل بقيام موظّفيها ومراقبي الفروع لديها بالإشراف على نظافة المسجد وعدم امتهانه، إضافة إلى التأكد من ترخيص المطاعم التي تزود الخيم الرمضانية طعام الإفطار طوال الشهر الكريم لتلافي أي حالة تسمم. وأوضح مدير صحة البيئة في أمانة منطقة الرياض محمد مؤمن أن إشراف الأمانة لا يكون مباشراً على المساجد، وإنما بالإشراف المباشر على كل المحال والبوفيهات التي تزود المساجد الوجبات، مشيراً إلى أن دور مراقبي الأمانة الصحيين يقف بعد أن يصل الإفطار إلى الخيمة الرمضانية، إذ إن الإدارة العامة للنظافة في الأمانات تزيل بقية الطعام يومياً بعد الإفطار.