بات العاملون على موائد إفطار الصائمين في المساجد والخيم الرمضانية يتبارون في ما بينهم لكسب رضا الصائمين، بعد أن كانت تقدم لهم أبسط الوجبات الغذائية دون تلبية حاجاتهم الفردية والعرقية، وكان آخر ما وصلت إليه هذه الموائد وضع بوفيهات مفتوحة للصائمين ليختاروا ما يشاؤون مما لذّ وطاب لهم من الطعام الرمضاني. ويقول إمام وخطيب جامع السليمانية الشيخ خالد العنزي إن الفكرة بدأت قبل عامين حين ازداد مرتادو العمالة الوافدة للإفطار في المسجد، ما دفعنا إلى زيادة الكميات، لكننا لاحظنا كثرة في بعض المخلفات الغذائية ونقصاً في طعام آخر، وبعد إجراء دراسة على الصائمين تبين أن الوافدين ينتمون إلى ثقافات اجتماعية متباينة ولديهم طرق أكل مختلفة ورغبات غذائية متنوعة، ما دفعنا إلى التفكير في وضع بوفيه مفتوح يقدم خدمة إفطار مجاني لكل صائم وفق ما يرغب من الأكل ويحترم رغباتهم الشخصية ويقدر شعيرة تفطير الصائم بعيداً عن إهانة المحتاج أو إذلاله. وأوضح أن البوفيه يبدأ التحضير له من وقت انتهاء اليوم السابق، بتنظيم وتعقيم أطباق التقديم وتأمين غذاء صحي سليم، على أن تنقل هذه الموائد في حافظات صحية كبيرة في ساحة المسجد الداخلية ويتولى خمسة من عاملي المسجد تقديم الطعام لهم، وتتنوع أصنافها بين السكريات والنشويات والبروتينات والسوائل، كما نحرص على توفير الوجبات التي توافق بعض مواطني دول شرق آسيا التي عادة ما تتسم بالحرارة، ولفت إلى أن عدد الأصناف المقدمة تصل إلى تسعة أنواع تقدم في طبق يختار العامل ما يرغب فيه من طعام، ويصل يومياً معدل الحضور من العمالة إلى 250 فرداً. وبرر ارتفاع العدد إلى رغبتهم في الحصول على خصوصية في الأكل بعيداً عن الاشتراك مع وافد آخر من غير دولته لا يتوافق معه في عاداته الغذائية، أو الجلوس مع آخرين يمارسون عادات سلوكية غذائية خاطئة. وشدد على أن إدارة الصائمين تتم بواسطة أهالي حي المسجد وشبابها وتم عمل جدول يومي بين مصلي المسجد لتولي الإشراف والمتابعة وفق آلية تم الاتفاق عليها حتى نضمن سلامة وصحة الصائمين وعدم تراكم الأطعمة وسرعة رفعها قبل الإقامة لصلاة المغرب، واستدرك على أن الخطوة واجهت بعض الصعوبات تتمثل في طول طوابير الانتظار للحصول على وجبة طعام، ما دفعهم إلى تقسيم طاولات تقديم الطعام في أماكن مختلفة، كما أنهم في الأيام الأولى شهد الإفطار نقص كميات من الوجبات نتيجة لزيادة الأعداد بشكل مستمر قبل أن يستقر على متوسط 250 عاملاً. داعيا إلى تعميم تجربة مسجده في مواطن أخرى لما فيها من توفير في كميات الطعام وترغيب للصائمين في الإفطار عليها.