واصلت جماعة «الإخوان المسلمين» تصعيدها في الشارع، فخرج أنصارها في مسيرات حاصرت مقر النائب العام في قلب القاهرة ثم مقر محافظة القاهرة، ما تسبب في شلل مروري، غداة اشتباكات وقعت في محافظتي دمياط والغربية في دلتا النيل بين أنصار الرئيس السابق محمد مرسي ومعارضيه، وأسقطت جرحى. كما قُتل جندي وجُرح آخران بهجوم في سيناء. وأعلنت السلطات أمس إبطال مفعول ثلاث قنابل مصنعة يدوياً ومتصلة ببعضها لإحداث انفجار شديد تم العثور عليها في حي شبرا الخيمة (شمال القاهرة). وأفيد بأن أهالي المنطقة عثروا على القنابل داخل كيس بلاستيكي أسود ملقاة إلى جوار سور مستشفى ناصر في شبرا الخيمة، فأبلغوا الشرطة التي أحضرت خبراء مفرقعات أبطلوها قبل انفجارها. وتجمع نحو ثلاثة آلاف شخص من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ظهر أمس أمام مقر محافظة القاهرة في حي عابدين، مرددين هتافات للمطالبة بعودته والتنديد ب «حكم العسكر»، قبل أن يتوجهوا إلى مكتب النائب العام في دار القضاء العالي احتجاجاً على «تلفيق القضايا والاعتداء على مؤيدي الشرعية». وأغلقوا شارع «26 يوليو» الرئيس في وسط القاهرة، ما أدى إلى تكدس مروري في محيط دار القضاء العالي التي أغلقت قوات الأمن أبوابها تحسباً لاقتحامها. وكان 55 شخصاً جُرحوا، بعضهم بطلقات نارية وخرطوش، في اشتباكات وقعت فجر أمس بين مؤيدين للرئيس المعزول ومعارضين له في مدينة دمياط الجديدة بعد إعلان أنصار مرسي نيتهم الاعتصام أمام المركز الإسلامي الطبي. ونصب نحو ألف شخص خياماً أول من أمس للدخول في اعتصام أمام منزل عضو في «الإخوان» في دمياط الجديدة قتل في الاشتباكات مع الشرطة الأسبوع الماضي، ونصبوا منصة في ساحة الاعتصام رددوا عبرها هتافات ضد الجيش ومطالبة بعودة مرسي ومجلس الشورى والدستور، ما دعا أهالي المنطقة إلى الاشتباك معهم لفض الاعتصام. وتبادل الطرفان إطلاق النيران والخرطوش، ما أدى إلى جرح عشرات تم نقلهم إلى مستشفى جامعة الأزهر، قبل أن تتدخل قوات الأمن لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأفيد بأن قوات الشرطة أوقفت 11 متهماً وفي حوزتهم زجاجات حارقة. وفي سيناء، قُتل جندي وجُرح اثنان أمس في هجومين شنهما مسلحون في مدينة العريش التي تشهد اضطرابات أمنية منذ إطاحة مرسي. وقال مصدر أمني إن «جندياً في الجيش قُتل في هجوم مسلح على حاجز أمني أمام نادي ضباط الشرطة في العريش». وأضاف: «أصيب جنديان آخران في هجوم منفصل على حاجز أمني أمام البنك الأهلي في العريش». وفي اعتداء آخر، فجر مسلحون ضريحين إسلاميين في سيناء. وقال مصدر أمني إن «مسلحين فجروا ضريح الشيخ حميد أبو جرير في منطقة المغارة في وسط سيناء، وضريح الشيخ سليم الشريف أبو جرير في منطقة المزار في بئر العبد في شمال سيناء، عن طريق وضع عبوات ناسفة بجوارهما»، لافتاً إلى أن «تفجيرهما حصل في وقت واحد، ما أدى إلى هدم قبتي الضريحين وحوائطهما». ويأتي هذا التصعيد في ظل ترقب لما إذا كانت الحكومة ستعتمد الخيار الأمني في التعامل مع اعتصامي أنصار مرسي في القاهرةوالجيزة، أم أن الحل السياسي سيسبق التدخل الأمني. وقال الناطق باسم الحكومة شريف شوقي إن «الشرطة قادرة على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في سويعات، لكن أمر فض الاعتصام متروك لوزارة الداخلية لتحدد التوقيت المناسب له». وأضاف أن «الاعتصامات فيها نساء وأطفال، ويجب أخذ هذا في الاعتبار»، مشدداً على أنه «يجب أن يتم فض الاعتصام بأقل الخسائر وفي ضوء القانون». إلى ذلك، اقتحم عدد من أهالي أطفال تتحفظ عليهم نيابة شبرا الخيمة منذ أول من أمس لدى قسم الشرطة باقتحام القسم أمس وتحطيم بعض محتوياته لاستلام أطفالهم. وكانت وزارة الداخلية قالت أمس إن قوات الأمن «ألقت القبض على أحد المدرسين وبصحبته 42 طفلاً لنقلهم إلى أماكن اعتصامات الإخوان في ميدان رابعة العدوية نظير وعده لهم بشراء ملابس جديدة للعيد». وأفيد بأن الأهالي المحتجين «حطموا الأبواب الرئيسة للقسم وبعض المحتويات الخارجية بعد اقتحام مبنى القسم ومحاولة التعدي على الضابط المناوب لأخذ أطفالهم بالقوة»، احتجاجاً على قرار النيابة العامة بالتحفظ على الأطفال وإيداعهم إحدى دور الرعاية في القليوبيةوالقاهرة إلى حين انتهاء التحقيقات. وقال مأمور القسم العميد بلال لبيب: «فوجئنا بما يقرب 1500 شخص من الأهالي من منطقة أطفيح في الجيزة وذوي الأطفال المضبوطين يحاولون اقتحام القسم... لاحتواء الموقف قررت النيابة تسليم الأطفال إلى ذويهم وتم البدء بالفعل في تسليم الأطفال وتهدئة الموقف والسيطرة على الأهالي».