في مؤشر جديد الى صعوبة الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه النظام السوري وعزوف السوريين عن التداول بالعملة المحلية، شدد الرئيس بشار الأسد امس العقوبات على التجار الذين يسعرون بضائعهم بغير الليرة السورية التي فقدت نسبة كبيرة من قيمتها منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في 2011، في وقت استمرت المواجهات بين «الجيش السوري الحر» والجيش النظامي في مختلف انحاء سورية. وقالت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) ان الأسد اصدر مرسوماً تشريعياً بمنع التداولات التجارية بغير الليرة السورية، سواء كان ذلك بالقطع الأجنبي او بالمعادن الثمينة، من دون موافقة مجلس الوزراء، وقضى بالحبس ما بين ستة اشهر وثلاث سنوات او الأشغال الشاقة الموقتة بين ثلاث وعشر سنوات لمن يخالف احكامه. وقال مصرفيون وتجار ان القرار الجديد مرده الى الخرق الواسع للقيود المفروضة على تسعير البضائع بالدولار بسبب التراجعات الحادة في سعر صرف الليرة السورية. ومنذ بدء النزاع، فقدت العملة المحلية نحو ثلاثة ارباع قيمتها وارتفع سعر صرف الدولار من 50 ليرة الى اكثر من 300 ليرة قبل ان يتدخل المصرف المركزي ويعيده الى حدود 200 ليرة. في هذا الوقت، اعلن «الائتلاف الوطني السوري» استعداده للتعاون مع لجنة تحقيق «محايدة» في «جرائم الحرب» التي ارتكبت في سورية، وذلك رداً على دعوة مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي الى التحقيق في قيام مقاتلين معارضين ب «اعدام» جنود في شمال البلاد. وشدد «الائتلاف» في بيان على «استعداده للتعاون مع أي لجنة محايدة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت في كل أنحاء سورية من دون استثناء أي منطقة سعياً لكشف الحقيقة وإدانة المتورطين»، مؤكداً «التزامه الكامل باحترام العهود والمواثيق الدولية، واهتمامه الكامل بملاحقة كل من يثبت تورطه في جرم أو جناية بحق السوريين (...) أياً كانت الجهة التي ينتمي إليها». ميدانياً، واصل جيش النظام قصفه وغاراته الجوية على المناطق المحررة في مختلف انحاء البلاد، مع التركيز على محيط العاصمة دمشق ومحافظتي حلب واللاذقية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي المعارضة من جهة وبين الجيش النظامي ومسلحي «اللجان الشعبية الفلسطينية» الموالية له من جهة اخرى، في مخيم اليرموك بالعاصمة، رافقها سقوط قذائف على المخيم. كذلك تعرض حي الحجر الأسود ومنطقة المادنية في حي القدم لقصف القوات النظامية، اضافة إلى قصف عنيف على حي القابون. كذلك دارت اشتباكات في مدينة داريا التي كان الرئيس السوري زارها قبل ايام لمناسبة عيد الجيش. وفي حلب، تعرضت بلدات تقاد والأتارب ودارة عزة لقصف الطيران الحربي، بالتزامن مع قصف على بلدتي تل رفعت والمنصورة، واشتباكات في بلدتي معرة الأرتيق وجبل شويحنة عند اطراف المدينة. كذلك دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة ومسلحين من «اللجان الشعبية» من الطائفة الشيعية عند اطراف بلدتي نبل والزهراء، اسفرت عن مقتل 10 من مسلحي «اللجان» على الأقل و11 من الكتائب المقاتلة المهاجمة. واستهدف مقاتلو المعارضة مبنى معامل الدفاع في حي الخالدية امس ووردت معلومات عن خسائر في صفوف القوات النظامية. وفي اللاذقية، شن الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في بلدة سلمى ادت الى خسائر بشرية، وأرفقها بقصف مدفعي على مناطق في البلدة، بالتزامن مع اشتباكات على محور قرى بارودة والشيخ نبهان وإنباته الخاضعة لسيطرة المعارضة.