حدد القضاء المصري 25 آب (أغسطس) الجاري لبدء محاكمة المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي بتهمة «قتل المتظاهرين»، ما قد يؤثر في الوساطات الجارية لحل الأزمة السياسية التي دخلت على خطها أمس قطر في مسعى جديد لتسهيل تسوية. وأمرت النيابة العامة بحبس الرئيس السابق لديوان رئاسة الجمهورية رفاعة الطهطاوي ونائبه القيادي في «الإخوان» أسعد الشيخة 15 يوماً على ذمة التحقيقات في أحداث تعذيب محتجين معارضين في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ومحاولة فض اعتصامهم التي أدت إلى سقوط قتلى. والتقى وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز والمبعوث الأوروبي إلى جنوب المتوسط بيرناردينو ليون. وتناول اللقاء «تبادل الآراء في شأن الأوضاع السياسية الراهنة على الساحة المصرية وتأثيرها في عملية التحول الديموقراطي»، وفق بيان عسكري نقل تأكيد الطرفين «ضرورة نبذ العنف وتهيئة الأجواء لتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية بمشاركة كل الأطياف والقوى السياسية الفاعلة في ضوء خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية». وكان وزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية وصل القاهرة فجر أمس، والتقى عدداً من قيادات «الإخوان» وحلفائهم. وقال الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» محمد حسان ل «الحياة» إن العطية التقى وفداً من «تحالف دعم الشرعية» ضم الوزيرين السابقين القياديين في «الإخوان» عمرو دراج ومحمد علي بشر وآخرين، مشيراً إلى أن «اللقاء يأتي ضمن جهود الوساطة الدولية التي لم تخلص إلى نتائج حتى الآن بسبب تمسك الحكم الجديد بمواقفه». وقال: «قدمنا للوفود الدولية عدداً من المبادرات التي تعتمد بالأساس على الدستور (الذي عطله الجيش) وتلبي مطالب المؤيدين والمعارضين، بحيث يتنازل الرئيس السابق محمد مرسي عن صلاحياته إلى رئيس وزراء يتم اختياره توافقياً، أو يقوم مرسي بالاحتكام إلى استفتاء شعبي، واشترطنا إبعاد الجيش تماماً من المشهد السياسي وعودة المعتقلين بمن فيهم الرئيس مرسي، لكنهم رفضوا». وأشار إلى أن «الغرض من المحادثات الآن بات يدور في إطار تهدئة الأجواء وإنهاء الاعتصام... يريدون أن يقوضوا الاعتصامات وأن نظل في أماكننا وألا نتحرك خارجها ونحن رفضنا». ومن المقرر أن يلتقي الوزير القطري نظيره المصري نبيل فهمي ونائب الرئيس للشؤون الدولية محمد البرادعي. لكن الناطق باسم الخارجية قال إن لقاء العطية وفهمي لم يتم الترتيب لعقده أمس. وكان البرادعي رحب بدخول قطر على خط الأزمة، مشيراً إلى أن القطريين يمكنهم لعب دور محوري، عبر استخدام علاقاتهم الجيدة مع «الإخوان». وأصدر «الإخوان» بياناً قالوا فيه انهم أكدوا خلال اجتماع ممثليهم مع بيرنز وليون أول من أمس «موقفنا في دعم الشرعية والتي تنص على عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى... وترحيبنا بأي حلول سياسية تُقترح على أساس قاعدة الشرعية الدستورية ورفض الانقلاب». وكان السيسي التقى أول من أمس وفداً من الدعاة السلفيين للبحث في الأزمة السياسية الحالية التي تمر بها البلاد. وقال بيان عسكري إن السيسي «أكد أن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء هما الضالعان بمهمات إدارة شؤون الدولة، وأن القوات المسلحة تقدر كل الجهود المبذولة من قبل جميع الأطراف والتي تؤدي إلى فض الاعتصامات بالطرق السلمية». وأضاف البيان أن وزير الدفاع «أكد أن الفرص متاحة لحل الأزمة سلمياً شرط التزام جميع الأطراف نبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة أو تخريب المنشآت العامة أو التأثير في مصالح المواطنين ومن دون الرجوع إلى الوراء والالتزام بخريطة المستقبل التي ارتضاها الشعب المصري كأحد مكتسبات ثورة 30 حزيران (يونيو) المجيدة». وكشف الداعية السلفي محمد حسان أنه طالب السيسي خلال اللقاء «بعدم فض اعتصامات الإخوان بالقوة تحت أي ظرف من الظروف وتحت أي مبرر». وأوضح أن الوزير «وعد بتهيئة الأجواء في وسائل الإعلام شرط أن تخف لهجة الخطاب على منصتي رابعة العدوية والنهضة، وأن تظل الاعتصامات سلمية وفي أماكنها... ما تم الاتفاق عليه هو المرحلة الأولى من المصالحة، ثم مبادرات حقيقية للخروج من الأزمة يطرحها الساسة». وأفيد بأن وفد الدعاة التقى قيادات في «الإخوان» وحلفاءها قبل أن يلتقي السيسي، وعاود الاجتماع مع «الإخوان» بعد اللقاء. وبدا ظاهراً أن تدخل شيوخ التيار السلفي باء بالفشل، إذ خرج القيادي في «الإخوان» محمد البلتاجي أمام أنصاره فجر أمس ليعلن تفاصيل ما دار في لقائهم، مشدداً على أنهم لن يتراجعوا قبل عودة مرسي «بكامل صلاحياته وعودة الدستور ومجلس الشورى». ورفض طلبي تهدئة المنصة أو الالتزام بمكان الاعتصام وعدم الخروج في مسيرات. ويصل إلى القاهرة مساء اليوم عضوا لجنة الدفاع في الكونغرس الأميركي جون ماكين وليندسي غراهام في زيارة تستمر يومين بناء على طلب من الرئيس باراك أوباما. وأفيد بأنهما سيلتقيان خلال الزيارة السيسي والبرادعي ورئيس الوزراء الموقت حازم الببلاوي. واستبق غراهام الزيارة بدعوة الجيش المصري إلى تحرك أكثر وضوحاً باتجاه انتخابات سريعة. إلى ذلك، حددت محكمة استئناف القاهرة 25 آب (أغسطس) الجاري لبدء أولى جلسات محاكمة 6 متهمين من قيادات وأعضاء «الإخوان» في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم قتل والتحريض على قتل متظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة في منطقة المقطم في القاهرة في 30 حزيران (يونيو) الماضي. والمتهمون هم كل مرشد «الإخوان» محمد بديع (فار) ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي وأعضاء الجماعة محمد البشلاوي وعاطف عبدالجليل السمري (فاران) ومصطفى البشلاوي. ونسبت النيابة العامة إلى المتهمين الثلاثة الأخيرين أنهم «قتلوا عبدالرحمن كارم ومحمد عبدالله محمود وآخرين عمداً مع سبق الإصرار، وشرعوا في قتل محمد أحمد الجزار، إضافة إلى حيازتهم مفرقعات عبارة عن قنبلة هجومية عسكرية وأسلحة نارية تضمنت بنادق آلية وخرطوش». واتهمت بديع والشاطر والبيومي بأنهم «اشتركوا بطريق الاتفاق والتحريض والمساعدة مع المتهمين الثلاثة وآخرين مجهولين في القتل والشروع في القتل وحيازة المفرقعات والبنادق الآلية والخرطوش». من جهة أخرى، منعت أمس سلطات مطار القاهرة الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام من دخول البلاد عقب وصولها من اليمن، لكونها مدرجة على قوائم منع الدخول بناء على طلب جهات أمنية. ووصلت كرمان من صنعاء عبر دولة الإمارات ترافقها صديقة لها تدعى بشرى الصرابي، وأثناء إنهاء الإجراءات تبين أن اسمها مدرج على قوائم منع الدخول بناء على طلب إحدى الجهات الأمنية فتم منعها من الدخول وترحيلها مرة أخرى إلى جهة قدومها وطلبت صديقتها المغادرة معها على الرحلة نفسها. وكانت كرمان أعلنت تضامنها مع المعتصمين المؤيدين لمرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، مؤكدة أنها تنوي الانضمام إلى اعتصامهم.