شهدت مدينة الصدر، شرق بغداد، الليلة قبل الماضية مواجهات مسلحة بين ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للتيار الصدري، وجماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عنه، بزعامة قيس الخزعلي، أسفرت عن مقتل وجرح عدد غير معروف من الطرفين، فيما فرضت قوات الامن حظراً للتجول حتى صباح أمس. واندلعت الاشتباكات بشكل متزامن مع تظاهرات نظمتها جماعة «أهل الحق» في مدينة الصدر وشارع فلسطين في مناسبة يوم القدس بمشاركة منظمة «بدر»، فيما لم ينظم التيار الصدري تظاهرة في المناسبة. وافاد القيادي في «جيش المهدي» ابو عباس الغالبي «الحياة» امس ان «اهالي مدينة الصدر يعانون من عناصر عصائب أهل الباطل (الحق) وسكوت القوات الامنية والحكومة». واضاف ان «هذه القوات تهدد الاهالي بشكل مستمر وتجند الشباب في صفوفها وتستفزعناصر جيش المهدي الذي جمد أعماله تلبية لدعوات سابقة من زعيمه مقتدى الصدر». واضاف: «ان العصائب تعرضت الليلة قبل الماضية لأحد عناصر جيش المهدي وهو أعزل وقتلته، امام قوات الامن التي لم تحرك ساكناً، فرد أهالي المدينة على العصائب وطردوها». ولكن شهوداً قالوا ل «الحياة» ان «مشادة جرت الليلة قبل الماضية بين أحد قياديي جيش المهدي مع قيادي في العصائب تطورت الى اشتباك بالايدي وبأسلحة بيضاء أدت الى اصابة عدد من اتباعهما وتوفي في ما بعد أحد افراد العصائب». واضافوا ان «عناصر مدججة بالسلاح من العصائب عادت الى المنطقة المحصورة في قطاع 29 بعد ساعات وقتلوا عنصراً من جيش المهدي ما أدى الى اشتباكات واسعة بين الطرفين طوال ساعات ليل الجمعة - السبت وسط غياب للقوات الامنية التي فضلت الانسحاب قبل ان تتدخل بين الطرفين وفرضت حظراً للتجوال منذ فجر الخميس حتى الساعة العاشرة صباح أمس». شهود آخرون اكدوا ان الخلاف بين الجانبين اندلع بسبب اقدام جماعة «اهل الحق» على نشر لافتات حملت صور مرشد الجمهورية الاسلامية السابق آية الله الخميني والمرشد الحالي علي خامنئي مع صورة محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر، فاعتبر «جيش المهدي» ذلك استفزازاً. وافاد ضابط في الشرط «الحياة» امس ان «قطاعات 29 و36 و38 و70 و78 التي شهدت اشتباكات عاد إليها الهدوء، وفضل اهالي هذه القطاعات عدم الخروج من المنازل»، ورفض التعليق على تفاصيل الاشتباكات واكتفى بالقول ان «القوات الامنية فرضت سيطرتها على المدينة». وانتقلت انباء الاشتباكات في مدينة الصدر الى باقي المناطق الأخرى في بغداد وأبرزها الشعلة والحرية وحي العامل والكاظمية التي شهدت استنفاراً في احيائها ، وفرضت قوات الامن اجراءات مشددة عند مداخلها ومخارجها. ويشهد بعض أحياء بغداد صراعا على النفوذ بين الطرفين، وغالباً ما تشهد هذه الاحياء اشتباكات بينها، ويتهم قياديون ونواب في التيار الصدري الحكومة بدعم العصائب والسكوت عن نشاطاتها المسلحة.