اعتبرت واشنطن امس الغارة التي شنتها مقاتلات النظام السوري على مخيم للنازحين في شمال غربي البلاد «هجوماً هجمياً». وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي: «صدمنا إزاء التقارير عن قيام نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بقصف مخيم عابدين للنازحين في إدلب ( شمال غرب) بالبراميل المتفجرة وإزاء الصور التي تظهر حصول مجزرة بحق مدنيين أبرياء». وأضافت أن «هذا الهجوم لا يمكن وصفه بأقل من همجي». وإذ شددت بساكي على أنه ليس بوسعها تأكيد تفاصيل ما حدث، أكدت أنه إذا ثبتت مسؤولية الجيش النظامي عنه «فسيكون هذا العمل الوحشي الأحدث الذي يرتكبه النظام ضد شعبه». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلن مقتل عشرة أشخاص على الأقل في قصف جوي شنته قوات النظام السوري الأربعاء على مخيم للنازحين في إدلب. وقال «المرصد»: «استشهد عشرة أشخاص جراء قصف للطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مخيم للنازحين شمال شرق بلدة الهبيط» في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن المخيم يؤوي نازحين من قرى في ريف حماه (وسط)، ومؤكداً أن القصف أسفر عن إصابة عشرات آخرين بجروح. من جهة أخرى، نشر ناشطون على الإنترنت شريط فيديو قالوا إنه لضحايا القصف، ظهرت فيه جثث عديدة متناثرة وسط حقل وبجانبها حطام وخيام كثيرة ممزقة بعضها استقر على أشجار زيتون نالت بدورها نصيبها من الدمار. وقالت الناطقة الأميركية: «عبرنا باستمرار عن إدانتنا استهتار نظام الأسد بالحياة البشرية، وخصوصاً العنف الذي يستخدمه ضد المدنيين». وتابعت: «نحن واضحون بقولنا إن نظام الأسد يجب أن يحاسب على وحشيته وفظائعه ضد الشعب السوري». وأظهرت لقطات وضعت على موقع «يوتيوب» جثث نساء وأطفال وخياماً محترقة بينما يتدافع الناس لإنقاذ الجرحى. وقال صوت لم يظهر أمام الكاميرا «إنها مذبحة للاجئين». وأضاف: «دع العالم كله يرى ذلك.. إنهم مشردون. انظر إليهم.. إنهم مدنيون.. مدنيون مشردون فروا من القصف». وقال شخص في شريط فيديو آخر من مخيم عابدين الذي يؤوي الفارين من القتال في محافظة حماة المجاورة، إن زهاء 75 شخصاً قتلوا. ولم تشر وسائل الإعلام الرسمية إلى القصف. وأظهر فيديو رجلاً يصل إلى مكان الحدث على دراجة نارية. ويركض مسرعاً إلى المخيم ويصرخ في آخرين لحمل الجثث ويحاول إقناعهم بأن الناس على الأرض الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم ربما يبقون على قيد الحياة إذا نقلوا الى المستشفى. ويصرخ: «هذا الشخص في حالة طيبة.. هذا الشخص جيد في حالة طيبة»، مخاطباً رجلين ليحملا جسماً يعرج وساقه تتدلى.. إلى شاحنة صغيرة قريبة» ويصرخ قائلاً: «أمسكوه من البطن وليس الساق». وبحسب الأممالمتحدة، شردت الحرب الأهلية في سورية نحو عشرة ملايين شخص. وفر أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ من البلاد وأودى الصراع بحياة نحو 200 ألف شخص.