أدى انفجار مخزن ذخيرة تابع لميليشيا «قوات الدفاع الوطني» الموالية للجيش النظامي السوري في مدينة حمص امس، الى مقتل 40 شخصاً على الأقل وجرح اكثر من 100 آخرين، بينهم مدنيون، بعدما استهدفه مقاتلو «الجيش السوري الحر» بقصف صاروخي، في حين أبدى الرئيس بشار الاسد الذي تفقد قواته في مدينة داريا جنوب غربي دمشق «ثقته بالنصر» على المعارضة في الحرب الدائرة في بلاده منذ أكثر من عامين. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «مصادر طبية في مدينة حمص اكدت ان ما لا يقل عن 40 شخصاً لقوا مصرعهم واكثر من 100 اصيبوا بجروح، في انفجار مخزن ذخيرة تابع لقوات الدفاع الوطني في حي وادي الذهب» الذي يقطنه علويون ويخضع لسيطرة النظام «بعد سقوط قذائف يرجح ان مقاتلين معارضين اطلقوها»، وأشار الى ان الحصيلة «مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى بحال خطرة ومفقودين». وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» حصول الانفجار من دون ان يحدد الاسباب. وذكر طبيب في حي عكرمة ان «عشرات الصواريخ من طراز غراد أطلقت من حي الوعر (الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في غرب المدينة) استهدفت مستودعاً للذخيرة في حي وادي الذهب». وأضاف ان «بعضها سقط في مناطق سكنية في وادي الذهب وعكرمة وحي الزهراء» جنوبالمدينة. وأشار الى ان الانفجارات المتلاحقة ادت الى «سقوط قتلى واصابة آخرين وتدمير ابنية سكنية بالكامل. ومُنع اي مدني من الاقتراب من المنطقة لتسهيل عمل سيارات الاطفاء والاسعاف». وبث ناشطون معارضون على الانترنت اشرطة مصورة يظهر احدها كتلة لهب كبيرة يرافقها صوت انفجار ضخم وتصاعد دخان اسود كثيف يغطى مساحات واسعة في الافق. وتأتي هذه الانفجارات بعد ثلاثة ايام من سيطرة القوات النظامية على حي الخالدية في شمال حمص. وكانت قوات المعارضة سيطرت امس على قريتي عين ذكر والعبدلي في ريف درعا الغربي بعد انسحاب القوات النظامية منهما. وشن الطيران الحربي غارة على الحي الجنوبي من مدينة درعا. في هذا الوقت، تفقد الرئيس السوري امس قواته في مدينة داريا جنوب غربي دمشق، والتي يسيطر النظام على غالبية اجزائها. وقال التلفزيون الرسمي السوري في شريط اخباري «الرئيس الاسد يصل داريا لتفقد وحدة من قواتنا المسلحة لمناسبة عيد الجيش العربي السوري» الذي يصادف في الاول من آب (اغسطس). وعرضت صفحة الرئاسة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، صورة جانبية للاسد وهو يرتدي سترة كحلية اللون وبنطالاً رمادياً داكناً، ويصافح احد عناصر الجيش الذي وقف الى جانبه عسكري آخر. كما بدت في الصورة لافتة تشير الى جهة مقام ومرقد السيدة سكينة الى جانب مبنى سكني قيد الانشاء بدت عليه أثار قذائف. وجاء الاعلان عن الزيارة بعد ساعات من تأكيد الاسد في رسالة وجهها الى القوات المسلحة «ثقته بالنصر» في مواجهة المعارضة. وقال في كلمته التي نشرتها وكالة انباء «سانا» الرسمية «لو لم نكن في سورية واثقين بالنصر لما امتلكنا القدرة على الصمود ولما كانت لدينا القدرة على الاستمرار بعد عامين على العدوان». وأضاف: «ثقتي بكم كبيرة وإيماني راسخ بقدرتكم على الاضطلاع بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقكم». وتابع: «اظهرتم وما تزالون شجاعة نادرة في مواجهة الارهاب واذهلتم العالم اجمع بصمودكم وقدرتكم على تحقيق الانجازات في مواجهة اشرس حرب همجية شهدها التاريخ الحديث». على صعيد آخر، أعلنت الاممالمتحدة ان مفتشيها سيتوجهون قريباً الى سورية لمعاينة ثلاثة مواقع يعتقد ان اسلحة كيماوية استخدمت فيها. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي «ستتوجه البعثة الى سورية في اقرب وقت للتحقيق بشكل متزامن في ثلاثة حوادث تم الابلاغ عنها». ويأتي هذا الاعلان بعد التوصل الى اتفاق الاسبوع الفائت بين موفدين خاصين زارا دمشق والنظام السوري. وأوضح ديبلوماسيون ان المحققين الذين يقودهم الخبير السويدي آكي سيلستروم في صدد التجمع في اوروبا مع احتمال ان يتوجهوا الى سورية اعتباراً من الاسبوع المقبل. على صعيد آخر، نقلت صحيفة «هيرالد تريبيون» عن مسؤولين اميركيين قولهم ان محللي الاستخبارات الاميركيين استنتجوا بأن الغارة الاسرائيلية الاخيرة على موقع في منطقة اللاذقية السورية لم تنجح في تدمير صواريخ ارض-بحر روسية الصنع استهدفتها، ويرجح ان تشن غارات اخرى لهذا الغرض.