أبدى الرئيس السوري بشار الأسد الذي حققت قواته النظامية اختراقات ميدانية في الشهرين الماضيين في مواجهة المقاتلين المعارضين، "ثقته بالنصر" في النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين، في حين قضى 40 شخصاً وجرح 100 أخرون في انفجار وقع في مخزن للذخيرة في حي موال للنظام السوري في مدينة حمص. والخميس، تفقد الرئيس الأسد القوات النظامية في مدينة داريا جنوب غرب دمشق، التي يسيطر النظام على غالبية اجزائها، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. وهي المرة الرابعة يقوم الأسد بزيارة إلى خارج دمشق منذ بدء النزاع في البلاد منتصف آذار/مارس 2011، والأولى منذ أذار/مارس 2012. وقال التلفزيون في شريط إخباري عاجل "الرئيس الأسد يصل داريا لتفقد وحدة من قواتنا المسلحة بمناسبة عيد الجيش العربي السوري" الذي يصادف في الأول من آب/أغسطس. وفي كلمة موجهة إلى القوات المسلحة نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قال الأسد "لو لم نكن في سوريا واثقين بالنصر لما امتلكنا القدرة على الصمود ولما كانت لدينا القدرة على الاستمرار بعد عامين على العدوان". وتأتي تصريحات الرئيس السوري بعد أربعة أيام من استعادة القوات النظامية السيطرة على حي الخالدية المحوري في مدينة حمص (وسط) التي يعدها الناشطون المعارضون "عاصمة الثورة"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام منتصف آذار/مارس 2011. وأضاف الأسد متوجهاً إلى الجنود في العيد الثامن والستين للجيش السوري "ثقتي بكم كبيرة وإيماني راسخ بقدرتكم (…) على الاضطلاع بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقكم". وتابع "أظهرتم وما تزالون شجاعة نادرة في مواجهة الإرهاب وأذهلتم العالم اجمع بصمودكم وقدرتكم على تحقيق الإنجازات (…) في مواجهة اشرس حرب همجية شهدها التاريخ الحديث". وتشهد سوريا منذ أكثر من عامين احتجاجات معارضة للنظام تحولت إلى نزاع دام بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين تصنفهم دمشق ب "الإرهابيين"، وتتهم دول عربية وغربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لهم. من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد من أجل وضع حد للنزاع الدامي في البلاد، لكنه رفض التحاور مع "الإرهاب". وقال في حديث إلى صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات "نحن مع الحوار، لكننا لا نتحاور مع الإرهاب". وأعلن الحلقي أن الحكومة أقامت نحو 830 مركزاً لإيواء النازحين من أماكن إقامتهم بسبب أعمال العنف في عددٍ من المدن السورية. وأرجأ الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة اجتماعا كان مقرراً عقده في الثالث والرابع من آب/أغسطس في إسطنبول للعمل حول تشكيل حكومة انتقالية، كما اعلن الخميس أعضاء في المعارضة السورية. وأعرب أحد مسؤولي المعارضة السورية برهان غليون الخميس عن "اشمئزازه وقرفه" من تأكيد الرئيس بشار الأسد أنه "واثق من الانتصار" في الحرب الدائرة في بلاده منذ 2011. على صعيد آخر، أعلنت الأممالمتحدة أن مفتشيها سيتوجهون إلى سوريا لمعاينة ثلاثة مواقع يعتقد انه استخدمت فيها أسلحة كيماوية. أ ف ب | دمشق