شاع في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل مسن ظل ماكثاً في البيت الحرام منذ أكثر من 80 عاماً، إذ كان يعمل داخل الحرم ويتقاضى ريالاً واحداً لقاء ذلك، وتناقل مستخدمو أجهزة الاتصال الحديثة المقطع الذي يمتد لأربع دقائق لما حواه المقطع من معلومات غنية وثرية لرجل مسن نحيل الجسم يضع الشماغ الأحمر بأسلوب زاهد، ونبتت شعرات بيضاء قليلة أسفل ذقنه. وفي لقاء أجراه معه الشاب الذي قام بتصويره بطريقة عفوية غير مرتب له كما يظهر في تفاصيل الفيديو قال المسن: «أنا موجود في الحرم بصفة يومية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود - مؤسس البلاد السعودية - ، ولم أغادره سوى في الأيام التي يشتد عليّ المرض فيها «واستلهم المسن لحظة حديثه واحدة من القصص العجيبة التي عصفت به ذات يوم، وذلك عندما أصيب بكسر في حوضه عند مدخل باب الحرم لضعف إبصاره ورغم الألم الذي نزل به وقتها، لكنه تحامل لصلاة الفرض بمعاونة الشرطة، ثم غادر إلى بيته وحمله أبناؤه إلى المستشفى، وحلّ شهر رمضان وغاب على مضض عن الصلاة مع المسلمين في الحرم المكي الشريف لملازمته الفراش الأبيض، إلا أنه بعد مرور أيام عدة من الشهر الكريم، أصرّ على الذهاب ليحضر صلاة الجمعة، وبينما هو جليس الحرم غشيه النعاس وعندما استيقظ دعا ربه أن يشفيه بقوله: «يا جابر العظم الكسير.. اجبر لي عظمي» فشفاه الله وسط استغراب الأطباء وأهل بيته. لم يتمالك المسن وقتها نفسه، فأجهش بالبكاء، وسط تكبير مصور المقطع، وبدأ يتلو نصائحه لصاحبه وهو يجهش بالبكاء: «خليك مع الله يا عبدالله ينجيك من كل كرب، وإذا دعوته يستجيب لك، وإذا طلبته يعطيك»، وأخذ يستعرض مواقف بعض أنبياء الله ممن تعرض للبلاء والضرّ فتولاهم الله بعنايته ونجايته واستجابة دعائه. وفي تعليقات الفيديو على اليوتيوب كتب نواف الغامدي: «أقسم بالله العظيم أن هذا الشخص رأيته بعيني في الحرم، وكان يطوف بلا عكاز ومن دون مساعدة رغم أن جسمه ضعيف». التعليقات عموماً على مقطع الفيديو أخذت باتجاه الإعجاب والاهتمام وتواصى أصحاب المعرفات بالاتعاظ وتذكر نعم الله واستلهام مثل هذه النماذج التي تخفى على الناس وبمجرد انكشافها بتقدير من العلي الكبير ينبغي على الناس تناولها لحفز النفوس على الطاعة وتشجيعها على المعروف. يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو على الإنترنت تشهد خلال شهر رمضان المبارك الكثير من المقاطع التي تأتي في سياق التنبيه والتذكير بفضل الله وواجب السلم تجاهه، إلى جانب نماذج فريدة لافتة ما كانت لتعرف لولا أساليب الطرح «الميديائي» الجديد.