العام 1981، مكةالمكرمة، يقف الإمام عبدالله الخليفي ليؤم المصلين خلف مقام إبراهيم ساحة الطواف في الحرم المكي تماماً وخلفه ثلاثة صفوف من المصلين، إضافة إلى ملوك وأمراء ورؤساء 38 دولة إسلامية اصطفوا جنباً إلى جنب في ساحات الحرم المكي، فلا فرق بين ملكٍ وأمير، ولا وزيرٍ أو سفير، ولا أبيض أو أسود، فالكلمة العليا هنا هي لا إله إلا الله. ويصدح مؤذن الحرم معلناً دخول وقت صلاة المغرب وينادي ب «حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح»، وما هي إلا دقائق قليلة حتى يردد على مسامعهم منادياً «قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله»، يصطفون جميعاً إلى جوار بعضهم، ويردد الخليفي على مسامعهم: «استووا» ليسدوا الخلل الذي بينهم ويقفوا «صفاً واحداً كالبنيان يشد بعضه بعضاً»، يبدأ الصلاة ب «تكبيرة الإحرام» فيعم الصمت والسكون قبل أن يستهل صلاته بقراءة الفاتحة. وما إن فرغ إمام الحرم آنذاك من صلاته إلا ويقف بين يدي الله في وادٍ غير ذي زرع ويدعو الله ب «اللهم أسألك أن تأخذ بأيدي ولاة أمور المسلمين للعمل بما يرضيك، وحقق على أيديهم كل ما نرجوه من نصرٍ وعزة للمسلمين»، واستمرّ في دعاء ربه في بيته الكريم لأكثر من ست دقائق يجهش فيها بالبكاء فيذرف معه الملك خالد - رحمه الله - دموعه متأثراً بما قال. مشهدٌ لم يتكرر ليسترجعه الكثيرون الآن، ويقفوا على أطلاله، ويراه للمرة الأولى من لم يشهدوا ذلك الموقف أو لم يكونوا قد خلقوا آنذاك، يرون فيه وقائع الجلسة الافتتاحية في مكةالمكرمة قبل قرابة 32 عاماً التي تميزت بمكان إقامتها. وبحسب ما سجلت مقاطع الفيديو التي تداولها كثيرون عبر موقع «يوتيوب» الشهير، إذ سجل مقطع الصلاة قرابة ال 229472 مشاهدة، في حين سجل مقطع الدعاء قرابة ال 46110 مشاهدات. ويظهر في مقطعي الفيديو عدد من الملوك والأمراء والرؤساء ال 38 المشاركين في تلك القمة، وعلى رأسهم الملك خالد، والشيخ زايد آل نهيان، والشيخ جابر الصباح، والسلطان قابوس (الوحيد الذي لا يزال على رأس الحكم حالياً)، والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والرئيس السوري حافظ الأسد. والآن، وبعد 32 عاماً يتساءل الكثير من المراقبين والمهتمين بهذا الشأن، هل ستتكرر هذه الصورة في الحرم بعد التغيرات الكثيرة التي غيّرت ملامح الحرم من التوسعات الجديدة والتغيير في غالبية المشاركين في المؤتمر.