القاهرة - أ ب - قال رودولف أدادا قائد قوة السلام المشتركة الأممية - الأفريقية في إقليم دارفور إن العالم لا يجب أن ينظر إلى النزاع في هذا الإقليم السوداني على أنه حرب، بعدما انخفضت عمليات العنف والقتل في شكل كبير خلال العام المنصرم. لكن ناشطين ومواطنين من دارفور قالوا إنهم لا يتفقون مع ما خلص إليه أدادا، في ظل قلق من تراجع الاهتمام الدولي بحل جذور النزاع في هذا الإقليم المضطرب. وسجّلت قوة السلام في دارفور تراجعاً كبيراً في حالات القتل جراء أعمال العنف. إذ لم يُسجّل سوى سقوط 16 قتيلاً في حزيران (يونيو) الماضي، مقارنة مع معدل 130 قتيلاً في الشهر العام الماضي. وقال أدادا في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس هذا الأسبوع قبل تنحيه من مهمته على رأس بعثة السلام المشتركة في دارفور (يوناميد): «لا يمكننا أن نتحدث بعد الآن عن نزاع كبير، أو حرب، في دارفور». وتابع: «أعتقد أن الجميع يفهمون ذلك الآن. لا يمكننا أن نتحدث مجدداً عن هذا الموضوع (الحرب). انتهت». وقال أدادا إن تراجع العنف في دارفور يمثّل فرصة لدفع عملية السلام التي لم تحقق حتى الآن نجاحاً يُذكر. وأوضح أداده، وهو وزير سابق للخارجية في الكونغو، أن العنف قد يعود إلى دارفور لأن جذور النزاع ما زالت من دون حل، وحض المتمردين على الانضمام الى المفاوضات. وقال: «طريق الحرب أُقفلت الآن. دعهم يذهبون إلى طاولة المفاوضات. لن يحققوا شيئاً في ساحة القتال». وبدأ نزاع دارفور في شباط (فبراير) 2003 عندما حمل متمردون أفارقة السلاح ضد الحكومة السودانية التي يسيطر عليها العرب، وشكوا من تمييز وإهمال يتعرضون له. وتقول الأممالمتحدة إن النزاع حصد ما لا يقل عن 300 ألف ضحية، وأدى إلى نزوح 2,7 مليون شخص، وتصف ما حصل بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وأثار سكوت غرايشن، موفد الرئيس باراك أوباما إلى السودان، زوبعة في حزيران (يونيو) الماضي عندما قال إن العنف في دارفور لم يعد يصل إلى حد اعتباره إبادة، ثم اقترح تخفيف العقوبات المفروضة على الحكومة السودانية. وكان غرايشن ناشد خلال زيارة لدارفور في تموز (يوليو) الماضي سكان أحد أكبر مخيمات النازحين أن يعودوا إلى قراهم. وقال لاحقاً لجلسة استماع في الكونغرس إنه ليس هناك أي دليل يدعم إبقاء تصنيف الولاياتالمتحدة للسودان على أنه دولة راعية للإرهاب. ورحّب السودان الذي شكك دائماً في الرقم الذي يُعطى لضحايا دارفور، بتصريحات موفد أوباما. لكن ناشطين ومواطنين من دارفور لم تعجبهم مواقف غرايشن. وقال الناشط جون برندرغاست، أحد مستشاري الرئيس السابق بيل كلينتون في الشأن السوداني، إن الانطباع بأن الأمور إذا لم تكن تسوء فإنها لا بد من أن تكون تتحسن سيؤدي إلى تراجع الاندفاع الدولي نحو حل قضية دارفور. واعتبر أن المرحلة الجديدة من العنف في دارفور هي عبارة عن حملة «لتحطيم معنويات» المتمردين وسكان الإقليم. كذلك رفض متمردو دارفور ما قاله أدادا عن تراجع العنف، قائلين إن القوات السودانية ما زالت تعمل في الإقليم وإن العنف ضد المدنيين ما زال متواصلاً في المخيمات. وقال عبدالواحد النور مؤسس «حركة تحرير السودان» والمقيم في المنفى: «لم يعد هناك أناس يعيشون على أرضهم ليتم قتلهم».