أعلنت السلطات اليمنية أمس «تعليق العمليات العسكرية» في محافظة صعدة، شمال اليمن، بناء على مبادرة وقف القتال التي كان أطلقها الحوثيون اول من امس ومناشدات منظمات الإغاثة. إلا أن اللجنة الأمنية اليمنية العليا اشترطت التزام «المتمردين بوقف الاعتداءات» على أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين وإزالة الألغام، للسماح ب «إيصال المواد التموينية للمواطنين في المحافظة ومواد الإغاثة الإنسانية للنازحين». وجاء إعلان وقف العمليات بعد ساعات من تأكيد الجيش اليمني أنه قتل ثلاثة من قادة المتمردين في هجوم شنّه ضد «موقع للعناصر (الحوثية) في منطقة الملاحيظ». وأُعلن في جدة أمس ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تلقى اتصالاً هاتفياً ليل أول من أمس من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تناولا فيه العلاقات بين بلديهما والتطورات في المنطقة. وأثار الإعلان المفاجئ للحكومة اليمنية تعليق العمليات العسكرية مخاوف من تكرار سيناريو الجولات السابقة من الحرب، حيث يتوقف القتال بعد أن يكون الجيش أحرز تقدماً ملحوظاً على مختلف جبهات القتال ضد المتمردين الحوثيين. وكان مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا صرح أمس بأن «الحكومة لا ترى مانعاً في تعليق العمليات العسكرية ابتداء من التاسعة مساءً من يومنا هذا الجمعة الموافق 4-9-2009، ولما فيه تحقيق المصلحة العامة»، وذلك «انطلاقاً من حرص الدولة والحكومة واستجابة لنداءات منظمات الإغاثة الدولية ومطالبة المواطنين من أبناء مديريات محافظة صعدة رجالاً ونساء من أجل إيصال المواد التموينية للمواطنين في المحافظة ومواد الإغاثة الإنسانية للنازحين في المخيمات نتيجة الفتنة التي أشعلتها عناصر التخريب والتمرد».. وأضاف المصدر أن هذا القرار اتُخذ «بناء على ما أعلنته تلك العناصر التخريبية حول التزامها بوقف الاعتداءات على أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين وإزالة الألغام والمتفجرات والحواجز الترابية وجعلها آمنة أمام حركة السير». إلى ذلك، قال مصدر عسكري يمني إن «ثلاثة من قادة الإرهاب والتمرد لقوا مصرعهم (أمس) في هجوم نفّذته وحدة عسكرية على موقع لعناصر التمرد والتخريب (الحوثية) في منطقة الملاحيظ بمحافظة صعدة». وأضاف المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن قادة التمرد القتلى هم «جار الله محمد اسماعيل وعلي عبدربه جبل وعبدالعزيز العريمي»، واصفاً إياهم بأنهم «من العناصر الارهابية الخطرة». وأوضح «أن وحدات متخصصة ذات حرفية عالية في أعمال القنص تقوم حالياً باصطياد عناصر التمرد والتخريب وقنصها في أوكارها وجحورها في أكثر من منطقة وموقع». وأشار المصدر إلى «أنه تم إلحاق خسائر كبيرة بتلك العناصر التي أربكتها أعمال القناصة من الوحدات المتخصصة في هذا النوع من أساليب القتال»، مضيفاً «أن وحدات من القوات المسلحة والأمن دمّرت عدداً من السيارات المحملة بالسلاح والمواد التموينية لعناصر التمرد وهي في طريقها إلى منطقة دماج، كما تم تدمير نقطتي تفتيش أقامتها تلك العناصر الإرهابية في الطريق المؤدية إلى منطقة المنزالة وتم اقتحام عدد من المواقع التابعة لتلك العناصر في المنطقة ولقي عدد من الإرهابيين مصرعهم نتيجة لذلك». وقال المصدر «أن قوة مكافحة الإرهاب تواصل محاصرة خلية نائمة من خلايا عناصر التمرد الإرهابية الحوثية في مدينة صعدة القديمة بعد أن ضيقت الخناق عليها ومنعتها من القيام بأعمال تخريبية حتى تسلم نفسها لأجهزة الأمن وحيث يحتمي عناصر تلك الخلية ببعض المنازل في المدينة القديمة ويتخذون من المواطنين دروعا بشرية». وفي شأن متصل، كذّب مصدر عسكري مسؤول مجدداً «مزاعم العناصر المتمردة عن عثورها على اسلحة سعودية مع الجيش اليمني». وقال: «لقد أصبح من المألوف ترديد مثل هذه الترهات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة في محاولة ساذجة لتضليل الرأي العام وكسب التعاطف لها من جهات اقليمية معينة». كما نفى المصدر «صحة المزاعم ... التي دأبت العناصر التخريبية الإرهابية المتمردة على ترديدها حول استخدام قنابل فوسفورية ضدهم».