نيويورك، الدوحة، بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - اعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا امس انه يؤيد المشاركة في مؤتمر «جنيف - 2» شرط ان يكون التفاوض مع النظام السوري «محدداً في الزمن»، معتبراً ان هذه المفاوضات ستؤدي الى رحيل الرئيس بشار الأسد. واعلن الأكراد في شمال شرقي سورية حال الاستنفار امس بعد اغتيال سياسي كردي سوري معارض في مدينة القامشلي بقنبلة زرعت في سيارته، في وقت استمرت الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد والمتشددين الإسلاميين في محافظة الحسكة. ودعا الأمينان العامان ل «جامعة الدول العربية» و»منظمة التعاون الإسلامي» نبيل العربي وأكمل الدين احسان اوغلو «جميع الأطراف المتحاربين في سورية إلى وقف إطلاق النار وأعمال العنف بأشكالها كافة خلال فترة عيد الفطر المبارك حتى يتمكن الشعب السوري من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية المهمة وأداء شعائرها في أمن وسلام»، مشيرين الى احتمال اعلان حكومة المنفى في آب (أغسطس). وفي تصريحات من الدوحة التي يزورها، قال الجربا ان «القبول بحضور مؤتمر جنيف - 2 يستوجب توضيح بعض الأمور ومنها الموقف الروسي، كما ان التفاوض مع النظام يجب ان يكون محدداً في الزمن». وأضاف «لا يعقل ان يستمر الأمر لثلاث سنوات مثلاً فيما يواصل النظام قتل شعبنا في الداخل». وشدد الجربا على ان «ذهاب بشار الأسد أمر مفروغ منه بالنسبة لنا» وأن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول إن مفاوضات جنيف هي التي ستؤدي الى ذلك». وتوقع «ان يتم تشكيل حكومة المنفى بعد العيد بحوالى عشرة ايام». وحول اختيار رئيس الحكومة قال «هناك مرشحون عدة للمنصب، وسيتم اختيار احدهم إما بالتوافق او عن طريق الانتخابات». وأوضح انه سيطلع القيادة القطرية الجديدة «على مستجدات الملف السوري خصوصاً أن قواعد اللعبة تغيرت بدخول حزب الله وإيران الميدان». وأضاف «سنطلب من حلفائنا في قطر دعماً ميدانياً وعسكرياً وإغاثياً وسياسياً، خصوصاً أن قطر من الدول الرائدة في دعم الثورة السورية». واستقبل أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء الجربا وأعضاء وفد «الائتلاف». وعلم أن « قطر جددت تأكيد مواقفها الداعمة لتطلعات الشعب السوري»، وأن زيارة الجربا والوفد المرافق احيطت ب» الحميمية، ووضوح الموقف الداعم للشعب السوري الذي عبر عنه الشيخ تميم «. وسألت « الحياة» الجربا عما يتردد عن وجود مستجدات في الموقف القطري، فاجاب ان « الموقف القطري لم يتراجع، القطريون لا زالوا كما عهدناهم منذ بداية الثورة قدموا وسيقدمون. وهذا ما أكده الأمير وما ستثبته الأيام كل مساعدة ممكنة للشعب السوري لنيل حريته». وكان الجربا استهل لقاءاته صباحا باجتماع مع وزير الخارجية القطري الدكتورخالد بن محمد العطية. في هذا الوقت، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان عيسى حسو عضو اللجنة الديبلوماسية ل «الهيئة الكردية العليا» التي تضم معظم الحركات الكردية في سورية، اغتيل في «انفجار عبوة ناسفة في سيارته صباح الثلثاء في مدينة القامشلي». وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه «ليس من الواضح ما اذا كان مرتكبو العملية من قوات النظام او من الإسلاميين او عناصر من الاستخبارات الأجنبية». ودعت «وحدات حماية الشعب» الكردية الى «النفير العام» في مواجهة التنظيمات «الجهادية» اثر اغتيال حسو، وقالت في بيان: «ندعو كل من هو قادر على حمل السلاح الى الانخراط في صفوف الوحدات لحماية المناطق التي تخضع لسيطرتها من هجمات مقاتلي دولة العراق والشام الإسلامية وجبهة النصرة». وكانت الاشتباكات استمرت امس بين مقاتلي «الوحدات» من جهة، وبين عناصر «الدولة الإسلامية» و «النصرة» من جهة ثانية، في قرية محمد ذياب في الريف الجنوبي لمدينة تربه سبيه (القحطانية) في محافظة الحسكة، وكذلك في قرى جيلكي وحمارة ومظلومة، وفي محيط قرية تل علو وفي المحطة الفرعية لشركة دجلة، إلى الجنوب من قرية كرهوك، وفي قرية اليوسفية وحاجز المطحنة وعلي آغا، التابعة لناحية جل آغا (الجوادية). وفي القاهرة، تمنى العربي وإحسان اوغلو في «نداء مشترك» امس «أن تمثل الاستجابة لنداء وقف القتال «فرصة لتهدئة النفوس وإتاحة المجال لتذليل تلك العقبات تمهيداً للسير بخطى سريعة نحو تحقيق الحل المنشود، وفرصة لتمكين المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات العاجلة للمناطق المتضررة». كذلك دعا البيان «جميع الأطراف الإقليميين والدوليين إلى تأييد هذا النداء، وإلى حض الحكومة السورية بوصفها الطرف الأقوى، على إبداء الحكمة ووقف أعمال القتل والتدمير ليتسنى معالجة كل القضايا مهما بلغت حدة تعقدها عن طريق الوسائل السلمية».