يقول نجم «أراب آيدول» محمد عساف إنه مدعو للظهور مع النجمة العالمية شاكيرا في مونديال 2014 في البرازيل وليس للغناء كما يُفهم. حديث عساف جاء في «خيمة رمضانية» مع سيلفا صبرا في سياق التعليق على مشاريعه الجديدة. لا نعرف كيف يمكن أن تتسرب مثل هذه الأخبار لو لم نسمعها من «محبوب العرب» نفسه. وهذا قد يبدو حقاً طبيعياً ومشروعاً أن يطمح عساف وغيره إلى الظهور عربياً وعالمياً إن أمكن رغم معرفتنا المسبقة، بأن الظهور العالمي عادة ما يكون «خلبياً» ولا طعم له، فمعظم فناني العالم العربي وفناناته لجأوا إلى «استئجار» مغنين أجانب مجهولين تقريباً للتشديد على نجومية متسربة وليست مؤكدة قد لا تعني شيئاً لأحد خارج حدود البقعة الجغرافية التي «يتلهون» بها. محمد عساف الذي أثبت جدارة في نيله اللقب قد يعرف أو لا يعرف أن «أفول» النجم الذي يصعد عبر البرامج التلفزيونية الصاروخية عادة ما يكون سريعاً، فتجارب السابقين فيها عبرة، ولا نذهب بعيداً، فها هو مواطنه عمار حسن متسابق «سوبر ستار» يخرج بعد تسع سنوات ليتحدث عن تدخل شخصي من العقيد معمر القذافي ليبعده عن التنافس مع الليبي أيمن الأعتر الذي حظي باللقب حينها. يقول حسن إن الزعيم الليبي هدد بطرد الجالية الفلسطينية من ليبيا إن فاز هو. قد يبدو كلاماً مقبولاً من متسابق «سوبر ستار»، بخاصة كونه صدر عن رئيس عرف بغرابة أطواره، لكن السؤال لا يكمن هنا عن مدى جدية ودقة وصحة مثل هذا الكلام، فالأجدى أن نعرف من عمار حسن سبب سكوته طوال هذه المدة، وعن المشاريع الفنية التي أنجزها بعدما ضلّت الشاشة التلفزيونية طريقها إليه. هذا قد ينطبق على محمد عساف الذي حظي بمرتبة فنية أعلى، اذ يمكن التكهن بأن انشغالات الفتى بإطلاق تصريحات فنية هنا وهناك قد لا تسعفه كثيراً، فهذا زمن سريع ولاهث لا يرحم من يصبر ويكابد من أجل اطلاق أغنية. كان يكفي عبدالحليم حافظ مثلاً أن يسهر على مطولة من مطولاته عامين أو أكثر قبل أن يفاجئ بها جمهوره الكبير. لا يكون العندليب استثناء هنا، لكنه يشكل دافعاً للتعلم والمران يفتقده أولاد البرامج السريعة والمتقلبة، وهو لم يكن بحاجة الى التصريح عن ظهور غامض مع نجم هنا او نجمة هناك. كان يكتفي بفنه ويعيش من أجل فنه، وقد لا يسعف الوقت نجم «أراب ايدول» بعد ذلك إن طواه الزمن التلفزيوني ولم يترك له سوى التحسر على أمنيات ضاعت من بين يديه. الأكيد أن الموسم التلفزيوني في هذا الوقت يحتاج إلى نجوم يعبرون من فضاء خيمات منتشرة في مداراته الكثيرة، حتى يقولوا كل شيء دفعة واحدة، فهذه جسارة تلفزيونية لا يحسد أحد عليها، ولكي لا يطل عساف بعد عقد ويتحسر على زمن أفلت من يديه حين أضاع موهبته بالتسلي والمزاح.