نفت المرجعية الدينية في النجف ومجلس المحافظة فيها وجود مكاتب لجماعة «الحوثيين» اليمنية المعارضة في المدينة. جاء ذلك في حين أكد الأستاذ والمدرس اليمني في الحوزة العلمية في النجف الشيخ علي محمد الحرزاي اليماني أن وجود عدد من الطلاب والأساتذة في هذه المدينة هو لغرض الدراسة العلمية الدينية، و«لا يوجد أي مكتب لجماعة السيد الحوثي أو للمعارضة اليمنية». وكانت وزارة الخارجية العراقية نفت في بيان لها وجود مكتب للحوثيين في العراق. وأوضح البيان: «ترددت في وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة تصريحات تفيد بوجود مكتب للحوثيين في العراق أو أن هناك نية لفتح مثل هذا المكتب. وفي هذا الصدد، تؤكد وزارة الخارجية أن هذه الأنباء عارية عن الصحة تماماً». وأضاف البيان الذي نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني: «لا يوجد مكتب للحوثيين في أي مكان في العراق، ولا توجد أية موافقات في هذا الشأن. وفي هذا السياق، تؤكد وزارة الخارجية السياسة الواضحة لحكومة العراق في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ودعوتها الى حل النزاعات في الطرق السلمية». وقال حامد الخفاف الناطق باسم المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في تصريحات صحافية إن «المرجعية الدينية لا علم لها بوجود مكتب للحوثين في النجف». من جهته، نفى رئيس مجلس محافظة النجف ما جاء على لسان النائب عن «الائتلاف العراقي الموحد» جنان العبيدي، عن وجود مكتب للحوثيين في المحافظة، مشيراً إلى أن ذلك ربما يعود إلى غايات شخصية تهدف إلى إحراج الحكومة الاتحادية في بغداد. وأضاف الشيخ فايد الشمري في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن «الأمر المؤسف أن العبيدي جانبت الصواب لمعرفتنا بخفايا محافظتنا، ولأن ذلك يتعارض أساساً مع مبادئ الدستور العراقي الذي يمنع وجود أية مكاتب لأي جهة سياسية خارجية». وكانت النائب في البرلمان جنان العبيدي أكدت «وجود مكتب للحوثيين في مدينة النجف العراقية»، غير أنها قالت «إن ذلك لا يعني أن المرجعية الشيعية تدعم العنف المسلح في اليمن». الى ذلك، قال الأستاذ اليمني في حوزة النجف الشيخ علي محمد الحرزاي اليماني خلال مؤتمر صحافي: «نُقيم في النجف لغرض الدراسة، ونرفض استعمال مأساة صعدة أو مأساة الشعب العراقي كورقة ضغط سياسية». وأضاف أن «الحوزة العلمية في النجف لا تتدخل في شؤون أي دولة. ومن هذا المنطلق، فإن الحوزة العلمية والمرجعية الدينية تقف موقف المراقب الحذر، وهناك اعتبارات خاصة تحتفظ بها المرجعية ومنها المحافظة على الوحدة الاسلامية». وزاد: «لا يوجد أي مكتب لجماعة السيد الحوثي أو للمعارضة اليمنية انما نتحدث عن بعض القضايا التي تهم بلدنا بصفتنا مواطنين يمنيين مقيمين في العراق. ونعتقد بأن الدستور اليمني يكفل حرية الدين والرأي السياسي والمعتقد». وتابع: «نناشد الحكومة اليمنية وقف العمليات المسلحة فوراً، والرجوع إلى طاولة الحوار وتطبيق القانون والدستور. وما يجري في محافظة صعدة هو مخالفة صريحة وقطعية للقانون والدستور». وعن وجود أسلحة من ايران لدى الحوثيين، تساءل: «من أين جاءت هذه الأسلحة؟ صعدة مدينة مغلقة وليست مطلة على البحر، وعليها حصار بري وجوي». ويأتي هذا النفي بعد تقارير تحدثت عن ضلوع تنظيمات شيعية محلية في نقل عناصر «حوثية» إلى إيران عبر العراق للتدرب على القتال، وعن ضغوط تمارسها مرجعيات دينية على الحكومة لدعم «الحوثيين» بهدف الضغط على صنعاء لتسليم مسؤولين من حزب «البعث» العراقي على أراضيها.