لعل من المقلق أن يكون ثلث شركات الشرق الأوسط مكشوفاً أمام الهجمات الإلكترونية، في وقت تتصاعد هذه الهجمات كماً، وتزداد وطأتها نوعاً. وقبل فترة غير بعيدة، تصدّت شركة «آكسس داتا غروب» Access Data Group المختصّة في الأمن الإلكتروني لهذه المشكلة. ونبّهت إلى أن المنطقة غدت هدفاً رئيساً للجرائم الإلكترونية، ما يوجب زيادة الوعي بأهمية المعضلة، وطُرُق التصدي لها، والوقاية منها. وذكّرت الشركة بتقرير صدر في وقت سابق عن شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» تناول هذه المشكلة، وحمل عنوان «الجريمة الاقتصادية في العالم العربي». وأورد التقرير أن قرابة 40 في المئة من الجرائم الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط تجري عبر الشبكات الإلكترونية، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي الذي يبلغ 23 في المئة. فشل الأمن الشامل! في هذا السياق، ذكّر نائب رئيس المبيعات الدولية في «آكسس داتا غروب» إلى أن الشرق الأوسط شهد هجمات إلكترونية مُعقّدة، على غرار فيروسي «ستاكسنت» Stuxnet، و«فلايم» Flame، على رغم إجراءات الوقاية المُشدّدة، ما يبرهن فشل مفهوم الأمن الشامل. ولفتت الشركة إلى أن البرامج المُضادة للفيروسات الإلكترونية، ونُظُم «آي دي إس/ آي بي إس» IDS /IPS لرصد التسلّل الإلكتروني ومنعه، وبرامج «دي إل بي» DLP لمنع فقد البيانات، هي من المُكوّنات الحيويّة للأمن الإلكتروني، لكنها فشلت في تحقيق الأمن الشامل، ما يبرهن ضرورة السعي لتحقيق مستويات فعّالة وواقعية في الأمن الإلكتروني، في عصر التهديدات والاختراقات المستمرة والمتطوّرة. وأشارت «آكسس داتا غروب» إلى أن تجربتها في المنطقة تفيد بأن أمن الشركات والمؤسسات يتعزز ويصل إلى مستويات فعّالة، عند استعمال برامج التحليل الاستباقي للتهديدات الإلكترونية المتنوّعة التي تشمل القرصنة والتسلّل عبر الثغرات الأمنية، وتسريب البيانات وغيرها. في السياق عينه، أوضحت الشركة أنها صنعت نظاماً رقمياً متطوّراً في الأمن الإلكتروني، حمل اسم «سايبر إنتليجنس أند ريسبونس تكنولوجي» Cyber Intelligence and Response Technology (الذكاء السبرنطيقي وتقنية الاستجابة)، تعتقد أنه يمكن الشركات والمؤسسات من تحقيق المراقبة المستمرة للشبكات الرقميّة، ويمنع تسرّب البيانات، ويتصدى للهجمات الإلكترونية أيضاً. وبيّنت الشركة أن انتشار برنامج «سايبر إنتليجنس أند ريسبونس تكنولوجي» يساهم في تعزيز الأمن الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط، بصورة استراتيجية. ويستطيع النظام، وفق الشركة، فحص آلاف الحواسيب بحثاً عن البرامج الخبيثة، حتى لو كانت جديدة وغير معروفة، فضلاً عن التصدي لتسرّب البيانات من الشبكات المُستهدفَة.