يبدو أن الفيروس التاجي (متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي) الذي ظهر في السعودية العام الماضي، لن يسبب وباء مثل التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارز» لأنه لا ينتشر بالسهولة نفسها، على رغم ارتفاع معدل الوفيات الحالية. وفي أكبر تحليل عيادي حديث للفيروس، قال باحثون بريطانيون وسعوديون إن هناك العديد من أوجه التشابه بين التاجي (كورونا) و «سارز» الذي ظهر في الصين عام 2002 وقتل حوالى 800 شخص في أنحاء العالم، ولكن هناك أيضاً اختلافات مهمة بينهما. وقد ظهر الفيروس التاجي الذي يمكن أن يسبب السعال والحمى والالتهاب الرئوي العام الماضي، وانتشر من الخليج إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتونس وبريطانيا. وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن عدد ضحايا المرض في أنحاء العالم بلغ 45 حالة وفاة من أصل 90 حالة إصابة مؤكدة. وأصدرت المنظمة أول من أمس، إرشادات للحجاج المسافرين إلى السعودية، مشيرة إلى أن الخطر الذي يمثله الفيروس التاجي عليهم هذا العام منخفض جداً. وقال علي زوملا أستاذ الأمراض المعدية والصحة الدولية في «يونيفرستي كولدج أوف لندن» إن هناك أدلّة في دراسته تفيد بأن ليس من المرجّح حدوث وباء يسبب مئات الضحايا بسبب الفيروس التاجي. وأشار إلى أن الفيروس التاجي ظهر قبل 15 شهراً، وسجلت 90 حالة إصابة حتى الآن. أما «سارز» فانتشر بسرعة أكبر بكثير، وأصاب أكثر من 8000 شخص خلال 9 شهور. وكانت دراسة سابقة عن كيفية الإصابة بالفيروس التاجي، كشفت أن المستقبِلات التي يرتبط بها شائعة في الرئتين والجهاز التنفسي السفلي، لكنها ليست في الأنف والحلق والجزء العلوي من الجهاز التنفسي. وهذا ما يجعل الفيروس التاجي لا ينتشر حالياً بسهولة من شخص إلى آخر، كما يعتقد بعض العلماء. وبيّنت الدراسة أن الفيروس قتل نحو 60 في المئة من المرضى الذين يعانون أيضاً من أمراض كامنة أخرى.