أفرج مقاتلون إسلاميون، عن نحو 300 كردي مدني، كانوا اعتقلوهم في مدينة تل أبيض في شمال سورية، رداً على اعتقال مقاتلين أكراد قيادياً إسلامياً مساء السبت، تم الإفراج عنه في وقت سابق الأحد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد في بيان، أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام، أفرجت عن 300 مواطن كردي اعتقلتهم ليل أمس وصباح اليوم، بعد إفراج لواء جبهة الأكراد عن أبو مصعب، أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي أسر ليل أمس". وانضم لواء جبهة الأكراد، الذي يقاتل قوات النظام تحت لواء الجيش السوري الحر، إلى وحدات حماية الشعب (الكردية)، المرتبطة بحزب الاتحاد الديموقراطي. وأوضح المرصد، أن "عملية التبادل تمت بوساطة من كتائب في الجيش السوري الحر". فيما أفاد ناشط في تل أبيض عن "توتر شديد في مدينة تل أبيض الواقعة في محافظة الرقة، والتي استولى عليها مقاتلو المعارضة منذ أيلول/سبتمبر الماضي". وقال رافضاً كشف اسمه لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، "نعيش حرباً أهلية صغيرة منذ أمس"، وأضاف إنه "بعد اعتقال أبو مصعب، نشرت الدولة الإسلامية في العراق والشام، عدداً كبيراً من القناصة والمسلحين في المدينة، ووقعت اشتباكات وحصلت تجاوزات من كل الجهات". وتخوف من تجدد المعارك ليلا، مشيراً إلى أن "عدداً كبيراً من العائلات نزح بسبب العنف. وتل أبيض هي الآن مدينة أشباح. وهناك كره متماد تجاه الأكراد، علماً أن الأكراد والعرب والمسيحيين والمسلمين، لطالما عاشوا في المدينة جنباً إلى جنب". وذكرت مواقع جهادية على الانترنت، أن "أبو مصعب تمكن من الفرار من معتقليه، وأن مقاتلين من الدولة الإسلامية ساعدوه في ذلك". وقال عضو قيادة حركة المجتمع الديموقراطي، التي يشكل حزب الاتحاد جزءاً منها ناصر الحاج منصور، في اتصال هاتفي مع فرانس برس، إن "الاعتقالات التي طاولت الأكراد تمت على الهوية". وأبدى تخوفه من "استمرار تصعيد الوضع"، محملاً "الدولة الإسلامية مسؤولية هذا التصعيد". وتتولى مجالس محلية إجمالاً إدارة المناطق الكردية في شمال سورية، منذ انسحاب قوات نظام الرئيس بشار الأسد منها في منتصف العام 2012. وأدرجت خطة الانسحاب من هذه المناطق، في إطار رغبة النظام باستخدام قواته في معاركه ضد مجموعات المعارضة المسلحة في مناطق أخرى من البلاد، وتشجيعاً للأكراد على عدم الوقوف إلى جانب المعارضين. ويحاول الاكراد عموماً إبقاء مناطقهم في منأى من النزاع العسكري، والاحتفاظ فيها بنوع من "الحكم الذاتي".