طالبت السينمائية هالة العبد الله السلطات السورية امس بالكشف عن مصير زوجها الفنان التشكيلي المعارض يوسف عبدلكي الذي فُقد أول من امس على حاجز للقوات النظامية في منطقة طرطوس غرب البلاد، معتبرة اعتقاله شكلاً من أشكال العنف «غير المقبول». وانطلقت على صفحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت حملة شاركت فيها منظمات عدة تطالب بالإفراج عن عبدلكي المعروف بمعارضته للنظام منذ سنوات طويلة والمعارض في الوقت نفسه للعمل المسلح والتدخل الخارجي في الأزمة السورية. وقالت العبد الله في اتصال هاتفي من باريس مع وكالة «فرانس برس»، إن «الاعتقال قد يكون أمراً ثانوياً في ظل التهديم والعنف الدموي (الحاصلين في سورية) إلا أنه أمر غير مقبول»، مشيرة إلى أن كل من يعمل «لإنجاح الثورة في الداخل سلمياً، في أي مهنة كان، شخص مقدس لا يجوز المس به». وأوضحت أن زوجها «انقطعت أخباره لدى مروره بحاجز تابع للأمن السياسي على مدخل طرطوس بينما كان عائداً من مصياف» في وسط البلاد مساء الخميس الماضي. وكان بصحبة عبدلكي العضوان في «حزب العمل الشيوعي» و «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» في سورية، توفيق عمران وعدنان الدبس، اللذين تم توقيفهما معه، وفق ما أعلنت «هيئة التنسيق». وعبدلكي معتقل سابق أوقف في اواخر السبعينات بسبب انتمائه إلى «حزب العمل الشيوعي» المحظور في سورية قبل أن يتم إطلاقه ويغادر البلاد في 1981 إلى باريس حيث أمضى 25 عاماً. وهو عاد إلى سورية في 2005. وقالت زوجته انه مُنع من مغادرة البلاد منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري في منتصف آذار(مارس) 2011 ، وإن جواز سفره سُحب منه لدى تقدمه بطلب تجديده». وقالت العبد الله إن زوجها «مؤيد للثورة في شكل علني من خلال تصريحاته»، مؤكدة في الوقت نفسه أنه «معارض لعسكرة الثورة والتدخل الخارجي» في الأزمة. وكان عبدلكي أحد الموقعين قبل أيام على وثيقة أكدت تمسك حوالى مئة فنان ومثقف سوري ب «المبادئ التي انطلقت منها الثورة الشعبية من أجل قيام نظام ديموقراطي تعددي». وطالب الموقعون، وبينهم روائيون وموسيقيون وكتاب وشعراء وفنانون، بإسقاط النظام السوري ب «جميع رموزه»، تمهيداً ل «انتقال السلطة تحت إشراف الأممالمتحدة إلى حكومة موقتة كاملة الصلاحيات». وكتب الفنان قبل اعتقاله على صفحته على موقع «فايسبوك» على الإنترنت: «أرى أنه بقدر ما تضاعف جرعات القمع في بلد من البلدان يتصاعد شغف الناس للحرية». وعبدلكي من الفنانين التشكيليين السوريين البارزين، من مواليد 1951 في القامشلي في محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد. وتخرج من كلية الفنون الجميلة العام 1976. وحصل على دبلوم حفر من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس العام 1986 ثم الدكتوراه من جامعة باريس الثامنة العام 1989.