كثيرون أولئك الذين ينظّرون للتربية وأنها سهلة وتحتاج «للصامل» والجزوم، وما إن يشرف خليفته إلا ويبدأ التنصل من مسؤوليته كأنه رئيس نادٍ جماهيري أعرفه زين! وتجد ذلك عياناً في شهر رمضان، فالأب الذي يحرص على التراويح لا يهتم أن يعوّد ابنه على الصلاة معه أو أن يستثمر وقته في رمضان بدلاً من السهر واللعب فيعزز في نفسه أن الهدف هو الامتناع عن الشرب والأكل.. وكأن الهدف من التربية هو أن يلبس في العيد وألا ينام وهو جائع، وبعض الأبناء من نشأته وهو صالح، بعكس ما نراهم في حارتنا كما يصفهم أحد الشيبان بأنهم «جن»، فكل المحلات تشتكي من نقص مفاجئ في الحلويات بعد غزوة مباركة من الصبية، أو من تندرهم على العمال والأجانب، فهؤلاء لم تظهر وقاحتهم إلا بغياب من يربيهم. بل وصل ببعضهم أن يربط ابنه بالمسجد معه في التراويح، يفعل أي شيء أهم شيء لا يخرج من حدود المسجد، ولهذا تسمع ضحكاتهم وركضاتهم في جنبات المسجد، وما إن تسجد في خشوع وتنسجم في الدعاء ومع سكون المسجد تسمع نغمة (انقري بيردز) وهي تجلجل في المايكروفونات، والإمام المسكين لا يقوى أن يتكلم لئلا ينصرف الصف والنصف الذي يصلي معه. لذلك عزيزي الأب وأنتي يا الأم.. ضفوا بزارينكم تراهم أشغلوا المسلمين.. وولدك الصغير خله يرجع الككاو الي في جيبه! [email protected] mushakis22@