بفضل جهود وزارة الإسكان واقتصادنا الوطني المتنامي والرقابة العالية أصبحت كل عام أغيّر شقتي بسبب رفع الإيجار وتطفيش المستأجرين وطمعهم في بلاطي الباركية الألماني، لدرجة أن آخر مالك للعمارة اعتذر عن إكمال الإيجار لرغبته في تزويج ابنه وإسكانه في شقتي مع أنه «عقيم» بس ما علينا غياب النظام يعلم الكذب. وفي كل حارة نجد حزب الكونجرس المكون من الشيبان المخضرمين في الحارة، وهم في الغالب المسيطرون على مكان الروضة في المسجد، والمقدمون في المجالس والمتحكمون بمكيفات الصف الأول! وهم كذلك حارسي الحارة في الصباح، وقليل الخبرة من المتزوجين حديثاً لا يحسن التعامل معهم، فالصراع معهم حرب خاسرة، لذا يجب أن تقبّل رؤوسهم كلهم وتجلس في كل فرض بجوار أحدهم تنشده عن الأحوال وتلمح له بزوجة مناسبة يبتسم لها ويظهر سن الذهب المنزوي، وتعرف مكانه المفضل لئلا تصلي فيه، لأني مرة صليت في مكان أحدهم ونظر إلي ثم أشار بإصبعي النصر على عينيه وعليّ وكأنه يقول (أنا أنظر إليك) كما في الأفلام الأميركية! وبعد الصلاة ب19 دقيقة جاء طلب إخلاء السكن من المؤجر كوني أحتفظ بمجلات خلاعية بلغة برايل! لهذا عزيزي الشاب احرص أن «تتليوق» مع الشياب وتنظر ما في خاطره وأن تساعده في دخوله وخروجه ولا تبخل عليه بأية هدية تناسب ذوق «فتى سوق الزل».. فمصير استقرارك في الحارة رهين بمزاج هذا الشايب. [email protected] mushakis22@