أعرب العاهلان المغربي الملك محمد السادس والإسباني خوان كارلوس عن ارتياحهما للتطور الإيجابي الذي يطبع علاقات البلدين الجارين. ووصف بيان البلاط الملكي المحادثات التي أجراها القائدان، في إطار زيارة العمل التي قام بها العاهل الإسباني للمغرب، بأنها عكست «جودة الروابط الشخصية القوية والودية»، وارتدت أهمية خاصة «على مستوى السياق الإقليمي المتحوّل» على الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط. وسجّل البيان أن المغرب وإسبانيا اللذين تجمعهما روابط تاريخية عميقة يقيمان علاقات كثيفة ومتنوعة في إطار شراكة دينامية تعزز تطابق المصالح والتطلعات المشتركة نحو المستقبل. ودعا العاهلان حكومتي بلديهما ومختلف الفاعليات الاقتصادية والاجتماعية إلى «تحديد وتجسيد مبادرات مشتركة مدرّة للثروة والاستغلال الفعّال لكل الفرص المتاحة». ورعى العاهلان حفلة إبرام اتفاق بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الإسبان. وأعرب العاهل الإسباني خوان كارلوس الذي زار المغرب على رأس أكبر وفد من رجال الأعمال الإسبان ومسؤولين سابقين وحاليين في الحكومات الاسبانية المتعاقبة، عن تقديره الإصلاحات التي نفّذها المغرب، بخاصة من خلال التصديق على دستور العام 2011، معتبراً أن ذلك يشكّل نموذجاً في الانفتاح والاستقرار. إلى ذلك، اعتبرت المصادر استمرار وزراء «الاستقلال» في حكومة عبدالإله بن كيران بادرة انفتاح لناحية وجود شركاء يبرمون الاتفاقات مع نظرائهم الوزراء الإسبان الذين رافقوا العاهل الإسباني في زيارته. ورجحت المصادر أن تكون الساعات القليلة المقبلة حاسمة، إن لجهة بدء مشاورات بين بن كيران وزعامات سياسية، في مقدمها صلاح الدين مزوار رئيس «تجمع الأحرار» بهدف إشراك حزبه في الائتلاف الحكومي بعد انسحاب وزراء «الاستقلال»، أو لناحية البحث في صيغ مطروحة لتجاوز الأزمة الحكومية الراهنة. لكن زعيم «الأحرار» المعارض نفى وجود أي اتصالات مع حزبه، معتبرا أن الإشاعات التي تحدثت عن بدء اتصالات غير رسمية منافية للحقيقة. وأوضح بيان صادر عن الحزب أول من أمس أن «ما يروج من أخبار حول اتفاق» جرى بينه وبين رئيس الحكومة بشأن «قوائم استوزار مفترضة باسم التجمع أنباء عارية عن الصحة»، معتبراً ما يُتداول في هذا الشأن محاولة ل «تضليل الرأي العام» واستهدافاً للحزب ومؤسساته وصورته لدى المواطنين. وعبّر الأمين العام ل «الأحرار» صلاح الدين مزوار عن استغرابه «إقحام الحزب في أزمة حكومية هو غير معني بها»، مضيفاً أن أي قرار لجهة المشاركة في حكومة بن كيران ستحسم فيه الهيئات التقريرية للحزب.