صعد مسلحون في سيناء هجماتهم أمس، ما تسبب في مقتل ثلاثة عمال وجرح 15 آخرين استهدفت قذيفة «ار بي جي» باصاً كان يقلهم إلى مقر عملهم في مصنع للأسمنت. وقالت السلطات إن «مجموعة إرهابية» أخطأت سيارة تابعة للشرطة وأصابت الحافلة. ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من تكثيف الجيش حملاته ومهاجمة مناطق اختباء جهاديين في جبل الحلال وسط سيناء رداً على سلسلة اعتداءات أعقبت عزل الرئيس السابق محمد مرسي مطلع الشهر. ورد المسلحون على حملة الجيش بتطوير أدائهم عبر اللجوء إلى التفجير من بعد منعاً للاشتباك مع قوات الجيش والشرطة، إذ زاد في الأيام الماضية استخدام المسلحين تفجير الألغام الأرضية وإطلاق قذائف «ار بي جي» التي كان آخرها أمس عندما هاجم مسلحون معسكراً للشرطة وأصابوا خطأ حافلة كانت تقل عمالاً في مصنع للأسمنت، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عمال وجرح 15 آخرين، قالت مصادر طبية إن 8 منهم في حال الخطر. وفي هجوم آخر زرع مسلحون عبوات ناسفة إلى جوار مبنى تحت الإنشاء كان مخصصاً لقسم شرطة منطقة القسيم (وسط سيناء) وفجروها من بعد، ما أدى إلى تحطم واجهة المبنى وجرح شخصين كانا يسيران بالمصادفة إلى جواره. وزرع مسلحون ألغاماً أرضية في طريق رتل أمني مكون من سيارتين إحداهما كانت محملة بجنود شرطة والأخرى مدرعة للتأمين في الطريق إلى معسكر الأحراش للأمن المركزي في مدينة رفح (شمال سيناء). لكن تفجير اللغم تم قبل مرور سيارات الشرطة من دون أن تقع إصابات. وكان الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي قال إن مسلحاً قتل أول من أمس بسبب انفجار لغم أرضي كان يحاول زرعه في طريق مدرعات للجيش. وقال الناطق العسكري أمس إن ثلاثة عمال قتلوا و15 آخرين جرحوا «نتيجة استهداف مجموعة إرهابية مركبة شرطة على طريق العريش - بئر لحفن، إذ أخطأت هدفها وأصابت حافلة نقل عمال تابعة لمصنع أسمنت». وأوضح في بيان أن «المجموعة أطلقت في تمام الساعة الواحدة صباح (أمس) قذيفة أر بي جي لاستهداف مركبة الشرطة، لكنها أصابت حافلة العمال بالخطأ». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مسؤول عسكري تأكيده أن «تضييق الخناق الأمني على الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء جعلها في حال ارتباك تمثلت في استهدافها حافلة عمال مصنع الأسمنت ومبنى قسم شرطة القسيمة»، مؤكداً أن «العمليات العسكرية في سيناء أسفرت عن نتائج ملموسة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكري رفيع أن الجيش يعتزم القيام بعملية في سيناء للرد على تضاعف أعمال العنف منذ إطاحة مرسي، إذ وقعت خلال الاسبوعين الماضيين اعتداءات شبه يومية على قوات من الشرطة والجيش في سيناء أوقعت عدداً من القتلى كما قتل اثنان من المصريين المسيحيين. وأضاف المصدر أن «الجيش يعرف كل قيادات المجموعات المسلحة بالاسم ويعرف اين يقطنون ومعظمهم يقيمون مع أسرهم في القرى». وتابع أن «الجيش يخطط بحذر لعملياته لأنه لا يريد أن تؤدي إلى مواجهة مع مدنيين، لكنه لا يريد كذلك أن تصل هذه الاعتداءات إلى مرحلة تمثل تهديداً للأمن القومي». وربط سياسيون بين الاعتداء في سيناء وتصريحات القيادي البارز في جماعة «الإخوان» محمد البلتاجي التي تعهد فيها قبل أيام وقف العمليات المسلحة في سيناء قور عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم. لكن نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة، عصام العريان اعتبر أن أحداث العنف ضد المدنيين والشرطة والجيش في سيناء «أعمال استخباراتية مقصودة لتشويه سلمية الاحتجاجات الثورية السلمية لأهلنا في سيناء ضد الانقلاب العسكري». وقال: «ندين تلك الجرائم البشعة ونواسي أهالي العمال الشهداء ونسأل الله شفاء عاجلاً لكل مصاب»، مشدداً على أن «ثورتنا لاستكمال ثورة يناير سلمية في كل ميادين مصر ضد الانقلاب العسكري وضد كل الانقلابيين».