طالبت أكاديمية سعودية، بإيجاد جيل نسائي قادر على التعامل مع العمل الوظيفي، للتخفيف من حدة الصراعات في بيئة العمل، بعد دخول المرأة مجالات عمل عدة، مؤكدة أهمية التنشئة المنزلية، التي لا بد من تغييرها بعد أن أصبحت المرأة «موظفة وليست فقط أختاً وأماً وزوجة». وأشارت عضو هيئة التدريس في جامعة الدمام الدكتورة أميمة المغربي، خلال مشاركتها في «غبقة رمضانية»، أقامها صندوق «الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة»، بعنوان «المرأة المطمئنة» إلى الصعوبات الحياتية التي تواجهها المرأة العاملة، مؤكدة أهمية التغيير من خلال «نشر الوعي». وقالت: «صعوبات عدة تواجه المرأة العاملة ليست لأسباب مجتمعية وإنما لأسباب بيئة منزلية»، مضيفة أن «المرأة العاملة تعاني من صعوبة التعامل مع السلطة الأعلى، فيتولد صراع في بيئة العمل». وذكرت المغربي، أن «التنشئة عودت المرأة على أن تكون أماً، أو أختاً، أو زوجة، ولم تتربَ على أن تكون موظفة، وهنا نشأت مشكلة أحدثت أزمة فعلية، في الوقت الذي تم فتح باب التوظيف للمرأة في مجالات عدة، لكنها غير قادرة على التعامل مع بيئة عملها أو الاندماج فيها»، لافتة إلى أن «المرأة تخلط ضغوط العمل بضغوط المنزل، بمهماتها الأسرية والاجتماعية، فيتولد لديها أزمة، فتكون بحاجة إلى إعداد نفسي اتصالي فكري متكافئ مع بيئة العمل، فمن الصعوبة أن تتحول المرأة إلى رجل في التعامل، ولا يمكن أن تكون ذات شخصية ضعيفة، فالمرأة العاملة تحتاج إلى توازن فكري، وهذا ما يتمتع به الرجل، فالرجل قادر على الفصل ما بين ضغوط المنزل والعمل، عكس المرأة تماماً، لأنه يمارس دوراً واحداً، أما المرأة العاملة فتمارس دورين». وطالبت بضرورة معرفة الاحتياج الفعلي للمرأة العاملة، وهذا «لا يحتاج إلى علم وتقنية ومعرفة، وإنما مهارات حياتية، لأن هناك ضحايا سيتحملون الأضرار، فممارسة مهارات الاتصال التقليدية، لاتتناسب مع بيئة العمل، وتوصّل الكثير من الباحثين إلى ضرورة التدريب والتطوير الذي يعنى بالمرأة العاملة، لتحقق النجاح على جميع الأصعدة، إضافة إلى الاحترام والوعي والتوازن. فهذه مبادئ لا بد من ترسيخها في ذهن الناشئة؛ لأن المرأة العاملة تعاني من تشتت في بيئة عملها»، مضيفة أن «أخلاقيات المهنة أمر ضروري لا بد من التقيد بها ومعرفتها، وتطبيقها على أرض الواقع كي يتسنى لنا الاستمرار في العمل، من دون إحداث أجواء مضطربة، فأخلاقيات المهنة مطلب ضروري، لخلق توازن حياتي ينعكس أثره على العلاقات الاجتماعية، فعليك خلق فلسفة واعتقاد أن ما ترغبين فيه «صعب المنال»، وأنك يجب أن تواجهي الحياة بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق الهدف».