عبّرت الفنانة التشكيلية نوال مصلي، في معرضها الشخصي الذي أقامته أخيراً، في قاعة إبداع في جدة، وعنوانه «ربوع بلادي» عن طبيعة المكان جغرافياً، إذ أنتجت الفنانة 22 لوحة، كانت أقرب إلى البحث التاريخي لجغرافية المملكة، وتجول من خلالها المتلقي في ذاكرة الفنانة أكثر مما تجول في معرض شخصي. لم تتطرق مصلي للتطور الحاصل في ربوع السعودية، فموضوعها نتاج لسلسلة دراسة وبحث، وثّقت من خلاله البيئة وأبرزت اختلافات المناخ، وكان مضمونه خريطة المملكة الجغرافية، كما أبرزت في أعمالها الفنية، جمال النخيل في الدرعية، وتشابه العمارة في المنطقة الغربية في كل من مكةالمكرمةوجدةوالمدينةالمنورة، وتصورت المناخ الزراعي، متدرجة من شمال المملكة، وصولاً إلى جنوبها. وتقول مصلي ل«الحياة»: «طبعت ذكرياتي التي صورتها في مخيلتي قبل سفري من المملكة، كان ذلك مما تبقى ومما احتفظت به، فصورته على لوحات لحقبة تاريخية لم تسترع الكثير من التشكيليين، من خلال استرجاع الصورة المختزنة بذاكرتي لا من زمن الطفرة، ولا من عصر الانفجار المعلوماتي، بهدف التعريف بالمملكة، عابرة بالفن التشكيلي الحدود إلى اللامحلية، وتوثيق ذلك في ذاكرة العالم». وظّفت مصلي اللون الواحد في لوحاتها، فكانت مرحلة اللون الأحمر ثم الأخضر وهكذا، مختلفة عن غيرها في تناول اللوحة والمنطقة، «اخترت في كل منطقة المدينة الأساسية مكةالمكرمة فيها حركة كبيرة، وغنية بإحساس عالمي وتشابه العمارة في المنطقة الغربية، واختلاف البيئة المحيطة والعمران في الزراعة، وجدة ببحرها والطائف بجبالها الممتدة حتى مكةالمكرمة، والدرعية بهيبتها الباقية، وهنا أجد بصيرة الفنان تجعله يتعدى حدود المكان». وأضافت: «نحن نحتاج إلى تقديم معرض عن المدينةالمنورة، دار الهجرة للتعريف بمدينة الرسول للعالم، خصوصاً في هذه الفترة التي يهاجم فيها الغرب ديننا ورسولنا الكريم، ليكون تعريفاً بالمملكة فنياً، فضلاً عن كون المدينتان المقدستان عالميتين». وبحسب مصلي «لا أجد منافساً لي بالفن التشكيلي فلي مدرستي الخاصة، ولأنني تفرغت للفن التشكيلي وهذا من النادر أن يتفرغ فنان تشكيلي مدة 25 عاماً للرسم، وطوال ما قدمته هو ما نتج عن معرضي، الذي لا اعتبره خلاصة لعرض أعمالي، وإنما هو امتداد لمعارضي السابقة».