خبر استحداث قسم نسائي في اللجنة الأولمبية السعودية وتعيين عضوات له، حدث يستحق الاحتفاء الرسمي والإعلامي، ذلك أنه يشكّل نقلة نوعية في كسر الحاجز بين المجتمع ووجود المرأة في منظومة الرياضة السعودية، ولكنه تم بسرية مريبة، وعندما سربت أخباره من طريق تغريدة لأحد الإعلاميين، كان الأقربون ميولاً أو مديحاً وثناء الأولى بالمعروف، إذ خصوا فيه بحظوة ومنصب، من دون أن يعلم أحد أنه كان في النية أصلاً الإقدام على هذه الخطوة، بدليل أن جميع المؤتمرات الصحافية للمسؤولين عن اللجنة الأولمبية لم يتطرقوا مطلقاً إلى هذا الأمر من قريب أو من بعيد، وحتى قبل أو أثناء مشاركة المملكة وللمرة الأولى في تاريخها بعنصر نسائي في لعبتين أثناء أولمبياد لندن، فلِمَ تم صرف الأنظار والإعلام عن هذا القسم حتى تم إقراره أمراً واقعاً وتعيين عضوات فيه؟ وهل يعقل أن ذلك حصل فجأة وبلا تخطيط؟ لديّ يقين مطلق أن كل شيء في هذا الموضوع كان يطبخ على نار هادئة منذ قررت اللجنة الأولمبية السعودية إشراك العنصر النسائي «مرغمة» في الأولمبياد، وتم الانتهاء من آلية العمل وتسمية عضواته، ولكن تم التكتم عليه خشية ردة الفعل الشعبية الرافضة أصلاً لكل فكرة ينجم عنها دخول المرأة ميادين الرياضة، خصوصاً بعد اللغط والنقد الحاد الذي طال القائمين على المؤسسة الرياضية في المملكة في تلك الأيام، وعلى رغم ذلك أُمضي قرار المشاركة من دون الالتفات إلى رأي أحد، فلِمَ تم إخفاء أمر استحداث هذا القسم وهو أهون من قرار المشاركة؟ إلا إن كان المسؤول عن التعيين يريد هذه المناصب لمن يوافقه الميول أو يسير معه في ذات الاتجاه الذي لا ينتقد ولا يتذمر. من حق كل إعلامية سعودية مهتمة في الشأن الرياضي ومحبة له وعانت التهميش والإقصاء الاجتماعي لمجرد دخولها في أمر يخص الرجال كما يعتقدون، أن تعرف كل ما يدور خلف كواليس اللجان والاتحادات الرياضية، ووجود قسم نسائي مستقل في اللجنة الأولمبية بالذات، ولن تكتفي حتماً بالمشاركة الوليدة في لندن بل ستتبعها مشاركات نسائية مقبلة، هي الفرصة الوحيدة السانحة لها للعمل عن قرب في المكان الذي تريده، وترى فيه تنمية وتطوير لمهاراتها الإعلامية، وبأسمائهن جميعاً أتساءل: لِمَ أُخفي أمر هذا القسم ثم ظهر مكتملاً في الإعلام؟ ولِمَ لَمْ يكن متاحاً لمن يرغب؟ ثم هل هناك معايير للمفاضلة والتعيين فيه، هذا إن كانت المناصب فعلاً للأجدر والأكفأ؟ أنتظرُ من المسؤولين إجابات مقنعة إن كانوا فعلاً مقتنعين بجدوى هذا القسم والدور المنتظر منه. [email protected]