انطلق في روسيا أمس، أضخم عرض عضلات عسكري منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ يشارك أكثر من 80 ألف جندي من القوات البرية والبحرية إضافة إلى آلاف من القطع المتطورة في مناورات مفاجئة كرسّت إحياء تقليد كان متبعاً أيام «المنظومة الاشتراكية». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، عن بدء التدريبات الواسعة بناء على تعليمات مفاجئة أصدرها القائد الأعلى للجيش، الرئيس فلاديمير بوتين، من أجل اختبار القدرات القتالية وإبقاء حال التأهب لدى القوات المسلحة على أعلى مستوياتها. وتشارك 130 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو و70 مقاتلة تابعة لأسطول المحيط الهادئ في التدريبات التي تستمر أسبوعاً، وتشمل القطاع العسكري الشرقي للبلاد، الممتد من منطقة الأورال حتى الحدود الصينية والمحيط الهادئ. وتُعد هذه ثاني مناورات من نوعها ينفذها الجيش الروسي في شكل مفاجئ خلال أشهر قليلة. وكان بوتين أمر بعد عودته من قمة دول «البريكس» في جنوب أفريقيا نهاية آذار (مارس) الماضي، بإجراء تدريبات للتأكد من الجاهزية القتالية للقوات البحرية الروسية في البحر الأسود. وصرّح خبير عسكري مقرَّب من الكرملين إلى وسائل إعلام روسية أمس، بأن العودة إلى إحياء تقاليد كانت متبعة في عهود «الحرب الباردة» هدفها توجيه رسائل مباشرة إلى الغرب مفادها أن «قواعد اللعبة تغيرت، وعلى شركاء موسكو أن يتعاملوا مع واقع جديد يستند إلى استعادتها عافيتها العسكرية تماماً». وجاء الإعلان عن التدريبات بعد أيام على كشف وزارة الدفاع خططاً لمضاعفة قدرات سلاح الجو بنحو ثلاثة أضعاف حتى السنة 2016. وكان وزير الدفاع سيرغي شايغو أعلن إن بلاده ستزيد عدد الصواريخ المجنحة لديها بمقدار 30 ضعفاً بحلول السنة 2020. وتشمل خطط التطوير تعزيز سلاح البحرية بسبع غواصات استراتيجية نووية من الجيل الرابع، وثماني غواصات صاروخية استراتيجية وسبع ذرية متعددة المهمات من طراز «يسين». وبالتزامن مع رفع حال التأهب للقوات وخطط تحديث ترسانتها، بدأت روسيا تحرّكاً لتوسيع وجودها العسكري الدائم خارج أراضيها. ومع إعلان قرار مرابطة سفنه في شكل دائم في البحر المتوسط ومواصلة رحلات الدورية إلى المحيطات، نشّط الكرملين جهوداً لإنشاء قواعد عسكرية في الخارج. كما تنخرط موسكو في مفاوضات مع قيرغيزستان وطاجيكستان في هذا الإطار. وكشف قائد سلاح الجو الجنرال فيكتور بونداريف نهاية الشهر الماضي أن بلاده اتفقت مع جارتها بيلاروسيا على إنشاء قاعدة جوية في مدينة ليدا الحدودية، سترابط فيها مقاتلات من طراز «سوخوي – 27». وكانت موسكو أعلنت خطة عملاقة لتعزيز قدراتها العسكرية، تفوق موازنتها 700 بليون دولار، وستنفق على تطوير الجيش وتسليحه حتى السنة 2020.