قدر استشاري طب الأسرة والمجتمع، نسبة الأطفال المصابين بمرض «فرط الحركة وتشتت الانتباه» في المنطقة الشرقية بنحو 16 في المئة. وأشار إلى أن الشرقية تحتل المرتبة الأولى في عدد الحالات المصابة. فيما حلّت منطقة الرياض في المرتبة الثانية، تليها محافظة جدة. وأوضح الاستشاري الدكتور جمال حامد الحامد، خلال محاضرة ألقاها في الشرقية أخيراً، أن «نسبة الإصابة بالمرض في المملكة بلغت 12 في المئة، بحسب دراسة جامعة الملك سعود لمراجعي العيادة النفسية لمستشفى الملك خالد الجامعي». وأرجع السبب في ذلك، إلى أن « هذه المناطق مناطق عمل، وينشغل الوالدان بأعمالهما عن الأطفال، ويتم إسناد مهمة التربية، إلى العاملات المنزليات ما يفقد الطفل الجو الأسري». وذكر الحامد، خلال المحاضرة التي كانت بعنوان «اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال»، وأقيمت بالتعاون مع جمعية «دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه» (افتا)، أن «الطفل المصاب الذي يعاني من فرط الحركة، يميل إلى كثرة الأسئلة والتفكير الانفعالي وحدة الانفعالات، وقوة الذاكرة، وحب اللعب والمرح، والتشجيع، والتقليد، والعناد، والنمو اللغوي السريع، والميل للفك والتركيب»». وأشار إلى الاهتمام بهذا الاضطراب « لارتباطه بالتحصيل العلمي والأكاديمي للأطفال وصعوبات التعلم والعدوانية، واضطراب السلوك والإدمان والعنف الأسري ضد الأطفال. وكذلك ازدياد معدل انتشاره في الآونة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية»، لافتاً إلى أن الاكتشاف المبكر لهذا الاضطراب في المراحل الأولى من عمر الطفل، «يخفف معاناته». وقال: «إن 25 مليون شخص يعانون من هذا الاضطراب، و40 في المئة من الأطفال المنومين في قسم الأمراض النفسية يعانون منه، ويكثر شيوعه في البنين عن البنات. وتتضمن أعراض المرض «القلق، والانطوائية، والخجل، والابتعاد عن مواجهة الآخرين، وقصر الانتباه، وصعوبة متابعة التوجيهات والظهور بمظهر من يحلم أحلام اليقظة، وضعف الذاكرة والتركيز لفترة طويلة، وكثرة الكلام والثرثرة، والحركة والتململ والضجر، ومضايقة الطلاب الآخرين، والتهور وسرعة الغضب والهيجان، والاستجابة من دون تفكير، إضافة إلى اللا مبالاة بعواقب الأمور، وتذبذب المزاج، وصعوبة التأقلم، وصعوبة إظهار شعوره للآخرين، والافتقار إلى المهارات الاجتماعية وعدم القدرة على تكوين صداقات». وذكر الحامد، أن «50 في المئة من هؤلاء الأطفال يستمر معهم هذا الاضطراب إلى ما بعد المراهقة وسن الرشد. ويظهر على شكل أعراض أخرى مثل: الفوضوية، وحدة الطباع، وعدم المقدرة على التعامل مع أسرته»، مؤكداً أن أسباب هذا الاضطراب هي «عوامل بيولوجية منها: الوراثة، والعقاقير، ونقص الأوكسجين في خلايا مخ الجنين أثناء الحمل والولادة، ونقص نضج المخ»، مشيراً إلى عوامل بيئية واجتماعية مثل: «عدم استقرار الأسرة، وسوء الظروف البيئة، والإكثار من تناول السكريات مثل: الشكولاته والمشروبات الغازية، وتعرُّض الطفل إلى بيئة جديدة، وتدخين المرأة الحامل». وحول كيفية تشخيص هذا الاضطراب، أكد على «التعرف على 3 قدرات رئيسة مثل: القدرة السلوكية، والتعليمية، والاجتماعية، وقياس نسبة الذكاء للطفل، وإشراك الأبوين والمعلم والمرشد والطبيب المعالج، كي يعملوا كفريق واحد»، لافتاً إلى أن هذا الاضطراب ترافقه اضطرابات أخرى مثل: «اضطراب التوافق، وتأخر النطق، والاكتئاب، والتبول والتبرز اللإراديين، والوسواس القهري». وذكر أن العلاج يكون «من طريق الأدوية والتعامل الصحيح من قبل الأبوين، واستخدام العلاج السلوكي والمعرفي، وبرامج التعليم الخاص، وعدم استخدام العقاب البدني».