أكد مسؤول أمني في ديالى أن عدد العناصر المسلحة التابعة لتنظيمات «القاعدة» انخفض لمصلحة عودة الولاءات والانتماء لخلايا حزب «البعث» العراقي المحظور الذي يسعى بدوره الى استهداف العناصر الأمنية وشيوخ العشائر الموالين للنظام السياسي الحالي في المحافظة. وقال ل «الحياة» مسؤول أمني في ديالى، طلب عدم نشر اسمه، إن «المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد عودة الولاءات السابقة لحزب البعث العراقي في بعض الأقضية والنواحي بعد انخفاض أعداد العناصر المسلحة التابعة للتنظيمات المتشددة مثل القاعدة». وأشار الى أن «طابع الهجمات والاغتيالات التي ينفذها المسلحون يشير الى بصمات حزب البعث وأسلوبه، ولا سيما بعد التفجيرات التي طاولت منازل مسؤولين أمنيين واغتيال قيادات في الصحوة بأسلحة كاتمة للصوت». وكانت مجموعة مسلحة فجّرت منزل قائد «صحوة» السعدية علي الكروي، فيما عُثر على جثة أحد منتسبي جهاز الشرطة في ناحية مندلي. ويخشى شيوخ العشائر في المدينة من أن تؤدي الاتهامات بالانتماء إلى حزب «البعث» الى مزيد من الاعتقالات في صفوف الأبرياء وقادة الصحوات. وقال الشيخ ناصر الهذال من وجهاء ديالى ل «الحياة» إن «الاعتقالات التي تنفذها أجهزة الأمن ضد شخصيات اجتماعية وسياسية لا تخلو من تهمة الانتماء أو الترويج لأفكار حزب البعث ومعتقداته». وحذر من تجاهل المعلومة الأمنية الدقيقة، داعياً القضاة الى التحقيق في المعلومات الاستخباراتية قبل اتخاذ أي من قرارات الاعتقال. وكانت نسبة تأييد المجموعات المسلحة في ديالى انخفضت خلال الآونة الأخيرة بعدما طاولت الاعتقالات عدداً من قيادات تلك التنظيمات ومسؤوليها في مقابل عودة الولاءات السابقة لحزب «البعث»، بحسب مصادر حزبية وعشائرية في ديالى. ويعتبر قضاء المقدادية وناحيتا حمرين والعظيم من أكثر مناطق المحافظة تأييداً لحزب البعث. من جهتها، بررت قيادات في «الصحوة» عودة الولاءات لحزب «البعث» في الآونة الأخيرة بالانفلات الأمني والخلافات السياسية بين الاحزاب والقوى السياسية، اضافة الى الدعوات الى تقسيم المدن طائفياً. وأضاف قائد «صحوة» الخويلص حاتم السعدي ل «الحياة» أن «الأزمة الأمنية ووجود قوات الاحتلال والخلافات السياسية بين الاحزاب رفعت من نسبة تأييد حزب البعث في المدينة، والذي يراه كثيرون حزباً وطنياً. كما يعتبر البعض أن الرئيس العراقي الراحل قائد وطني». وتعتبر محافظة ديالى (56 كيلومتراً شمال شرقي بغداد) الأكثر اضطراباً في العراق، إذ شهدت توترات طائفية بعد لجوء تنظيم «القاعدة» اليها. وتخشى مصادر أمنية استغلال قيادات الحزب بعض الولاءات والعلاقات السابقة لتوسيع قاعدة أنصاره. ويتخذ قياديون بعثيون من مناطق حمرين مقراً وملاذاً لهم. الى ذلك، تباينت آراء الاقليات العربية والكردية والتركمانية في كركوك حيال الهجمات المسلحة التي تشهدها المدينة منذ تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، بعدما اعتبرها الاكراد استهدافاً لوجودهم. وأوضح رئيس «القائمة العربية» في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري في تصريح الى «الحياة» أن «الهجمات المسلحة لا تستهدف مكوناً ما أو جهة سياسية معينة»، معتبراً أن «غياب التوافقات السياسية هو عامل مشجع للمجموعات والتنظيمات المسلحة في تنفيذ هجماتها ضد الأبرياء». وينظر الاكراد الى أن الهجمات المسلحة تمثل استهدافاً لوجودهم في المدينة بسبب مطالب الاحزاب السياسية الكردية بضم المدينة الى اقليم كردستان. وأوضح مسؤول أمني كردي ل «الحياة» أن «غياب الاعلان عن مسؤولية أي من الهجمات يؤكد استهداف الاكراد، خصوصاً أنها غالباً ما تنفذ في المناطق ذات الغالبية الكردية». وتبرر الأحزاب التركمانية عودة الهجمات باستفراد أجهزة الأمن الكردية بالملف الأمني. وقال رئيس «الحزب الوطني التركماني» جمال شان إن «الدعوة إلى إشراك الاقليات الاخرى في ادارة الملف الأمني تصب في مصلحة كل الاقليات المتعايشة في كركوك». وكانت سيارة مفخخة انفجرت الاثنين الماضي في ساحة خورمه خاني ذات الغالبية التركمانية، ما أسفر عن مقتل 6 وإصابة 12 آخرين.