«هذا اللي عندنا عجبك والا شف السوق» ، و«الله هذا مكسبنا فيه»، «إذا فيه سعر بالسوق أرخص تعال وخذ هذا ببلاش»... عبارات ملؤها الثقة يطلقها البائعون وهم يعلمون بأننا رضينا أو «غصباً» علينا سنشتري هذا المنتج أو ذاك. وأحسن توفيق الربيعة صنعاً وهو يحاول أن يؤدب هؤلاء البائعين ويجبرهم على النظام ووضع السعر وكتابة الفواتير بالعربية، وغيرها من الإجراءات التي تجعل التسوق «احترافياً». وعلى طاري الاحتراف والمحترفين والذي نتغنى به كاسم لذيذ وترانا زي الدول الأخرى محترفين مثلهم... وعندنا رابطة، وهيئة... وانتخابات «البلدية واتحاد الكرة فقط!»، فإن هؤلاء التجار يحاولون إقناعنا بأن ما يقومون به هو نوع من العمل الاحترافي، وأنهم يقدمون خدماتٍ للبائعين، ويكفي البائع شرفاً أن يأخذ من هذه الماركة أو تلك. «حدثني أحدهم» بأنه ذهب إلى مصنع في الصين ليحاول تصنيع كمية من الملابس لشحنها وبيعها في سوقنا السعودية العامرة، وتحدث طويلاً مع صاحب المصنع «الراوي لم يذكر هل أسلم أم لا..» ما علينا... المهم أن صاحب المصنع ذكر لرفيقنا أن مصنعه لديه العديد من خطوط الإنتاج، وأن بعضها ينتج ماركات عالمية، وهناك خطوط إنتاج تنتج ملابس بجودة متوسطة، وهناك خطوط إنتاج لملابس رديئة، وهذا للأسف مصيرها السوق السعودية! لأن في الدول الأخرى لديهم اشتراطات ومواصفات ومقاييس تمنع دخول مثل هذه المنتجات المتردية، والذي يفسر أحدهم سبب جلبه مثل هذه المواصفات: أنها أسرع في الاهتراء ويحتاج تغييرها بعد فترة «علشان تكثر فلوسنا يابيي». أعتقد أن المستهلك السعودي لديه قدرة على فرض الاحترام وتأديب بعض الشركات التي «تخنبق» ولا تجلب منتجات جيدة في السوق، وهو لا يعرف قوة المقاطعة وطلب الملابس من الخارج سواء بالتسوق أم عن طريق الإنترنت «ستفتقد النساء سالفة تقيس وترجع بس»، ولو مرة بعد أخرى سيعرف التاجر أن بضاعته الرديئة لا مكان لها... لكن ما يحدث للأسف هو أننا نتصارع في ما بيننا على من يأخذ القطعة الأخيرة... ومن يلبس هذا النوع، ولا يجد بداً في إنفاق المئات من الريالات على منتجات تباع على الأرصفة بثمن بخس، وبعد أن يفنى «بوكه» يتناقل على «واتسآب» مع ربعه أن هناك إشاعات بزيادة الرواتب! تخيلوا لو كانت لدينا رابطة للمستهلكين وهي من تخاطب الوكالات والتجار وتهددهم بأنهم سينشرون إعلاناً بمنع التعامل معهم إذا لم ينضبطوا ويبيعوا بأسعار مناسبة ويجلبوا منتجات صالحة للبس الآدمي، ماذا سيتغير في حالنا؟ على الهامش: موقع بورصة الوعود الذي أنشأه ثامر المحيميد كان فاعلاً ومحرجاً للقطاعات، ومنذ أن تبنته «نزاهة» وهو مصاب بعدوى قلة الفاعلية. مشاكس [email protected] mushakis22@