أبدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى «قلقه الشديد مما يحاك لمدينة طرابلس من محاولات متكررة لاستدراجها إلى الفتنة وتشويه صورتها الوطنية التي تعتز بها ومن محاولات إلصاق التهم الباطلة بمجتمعها وبأهلها الذين يتمسكون بالعيش المشترك وبالشرعية وبالدولة وبمؤسساتها». عقد المجلس الشرعي، تلبية لدعوة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، جلسة طارئة أمس في دار الفتوى خصصها للبحث في الوضع في مدينة طرابلس والشمال، في ضوء الأحداث الأمنية الدامية والمؤلمة التي تتعرض لها. وتلا نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي بياناً أشار فيه إلى أنه وبعد البحث في وقائع الأحداث التي عصفت بعاصمة الشمال وبمناطق متعددة في الضنية والمنيه وعكار، شدد المجلس الشرعي على «فرض سلطة الدولة وتثبيت هيبتها، وتنفيذ القانون نصاً وروحاً على الجميع وفي جميع المناطق اللبنانية من دون محاباة أو استثناء، علماً أن طرابلس استقبلت بعد طول معاناة الخطة الأمنية الأخيرة بالارتياح والورود، ويبقى السؤال الكبير، كيف نمت وظهرت هذه المجموعات المسلحة في ظل الخطة الأمنية هذه؟». ورأى المجلس أن «طرابلس منارة الانتماء الوطني عانت عقوداً من الإهمال ومن غياب التنمية الجدية، نتج منها ما نراه اليوم من بؤس وحرمان نجني بعض نتائجه، ما يوجب على الدولة المبادرة فوراً إلى تنفيذ خريطة طريق عملية وسريعة لإنعاش اقتصاد طرابلس والشمال وتطوير الخدمات الاجتماعية والصحية». وإذ أكد المجلس «دور الجيش اللبناني في الدفاع عن سيادة الوطن وأمن المواطنين»، أشاد «بتضحياته وندد بالاعتداء عليه أو الإساءة إليه»، واعتبر أن «أي تحريض على الانشقاق عن الجيش هو عمل مشبوه ومدان». كما أكد المجلس «دور الجيش والقوى الأمنية في حماية الأماكن السكنية والأسواق وتراث المدينة والمدنيين الأبرياء الذين يدفعون الأثمان الباهظة من أرواحهم وممتلكاتهم»، داعياً «إلى نزع السلاح غير الشرعي من الجميع وتطبيق الخطط الأمنية التي أقرت سابقاً من دون مراعاة لأي كان، بما يعيد الاطمئنان والثقة إلى النفوس». وإذ أهاب المجلس بوسائل الإعلام أن «تكون شريكاً في الخروج من الأزمة والامتناع عن تشويه صورة طرابلس والمنية وسائر مناطق الشمال وتوخي الدقة والموضوعية في نقل الأحداث»، دعا «مؤسسات الدولة الإغاثية والوزارات المختصة وهيئات المجتمع المدني إلى التحرك السريع لتخفيف آلام المصابين من المدنيين واحتضانهم، وتعويض المتضررين من دون تأخير». وأعلن المجلس «رفضه المحاولات المشبوهة لخطف قرار المسلمين وجرهم إلى مواجهة مرفوضة ومدانة مع الجيش اللبناني»، مؤكداً «مشروع الدولة القوية العادلة من دون تمييز بين المناطق والمواطنين». الخير: الشمال ليس حاضناً للإرهاب وكان المفتي دريان التقى في دار الفتوى النائب كاظم الخير ووالده النائب السابق صالح الخير. وقال النائب الخير: «وضعنا المفتي دريان في آخر التطورات والأحداث التي حصلت في منطقة طرابلس ومنطقة بحنين المنية، بعد التعرض للجيش في طرابلس، وبعد العملية النوعية التي قام بها الجيش في منطقة عاصون. كما وضعناه في أجواء منطقة المنية وبحنين تحديداً التي وقفت إلى جانب الجيش والدولة والمؤسسات وإلى جانب الشرعية، وأكدنا له أن هذه المنطقة جددت ولاءها للدولة، متمنين أن تنظر الدولة إلى هذه المنطقة وأن تساعد المدنيين والمتضررين من هذه الأحداث». وأضاف: «أكدنا للمفتي دريان أن منطقة الشمال ككل ليست بيئة حاضنة للإرهاب، هي منطقة مؤمنة بثوابت الدولة ومؤمنة بمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وثقتنا كبيرة بأن مؤسسات الدولة والجيش ستنهي هذه الحالات الشاذة في بعض المناطق». إلى ذلك تلقى دريان اتصالات من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي.